شدد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. إسماعيل رضوان، على أن مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، ستبقى مستمرة حتى تحقيق أهدافها، نافياً تلقي غزة أي عروض لوقف المسيرة التي انطلقت في 30 مارس/ آذار الماضي.
وقال رضوان لصحيفة "فلسطين": "إن مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار لن تتوقف حتى تحقق أهدافها التي انطلقت من أجلها، وأهمها رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وعودة اللاجئين إلى قراهم وديارهم التي هجروا منها عام 1948".
وأشار إلى دعم جمهورية مصر العربية لمسيرة العودة السلمية، مؤكدًا حرصها على التخفيف عن معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، رافضة جرائم الاحتلال التي ارتكبت بحق المدنيين.
ولفت إلى أن عددًا من الدول تحركت من أجل وقف مسيرة العودة.
وارتكب جيش الاحتلال الإثنين الماضي مجزرة بحق المتظاهرين السلميين قرب السياج الفاصل شرق قطاع غزة بعدما أطلق عليهم الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مباشر، ما أدى لاستشهاد 64 مواطناً وجرح الالاف بجراح متفاوتة.
في سياق متصل، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية حسين منصور، إن المواقف الدولية لم ترتقِ لحجم جريمة الاحتلال، مؤكداً أن مسيرة العودة لم تنطلق تحت مصالح شخصية أو حزبية، وجرى الإجماع والتوافق عليها بما يخدم المشروع الوطني والقضية الفلسطينية ككل، وهو ما استدعى الاحتلال وأجهزته الأمنية لمحاربتها منذ اللحظة الأولى.
وطالب منصور في تصريح لصحيفة "فلسطين"، المشككين بأهداف مسيرة العودة والداعين لوقفها بالصمت، مشددًا على أن من يقف ضدها "هو فعلياً في صف الاحتلال".
وأوضح أن الاحتلال يحارب المسيرة بإطلاق الإشاعات والأكاذيب تجاهها، والتقليل من قوتها وحجمها وتأثيرها، والتشكيك في أهدافها، والعمل على تشويه صورة النضال الفلسطيني، غير أن "من المؤسف أن يتلقف هذه الممارسات البعض الفلسطيني بدراية أو بدون ويبدأ في بثها عبر منصات التواصل الاجتماعي".
تعميم المسيرة
وشدد على استمرار المسيرة واستمرار مخيمات العودة، مطالباً بضرورة تعميم المسيرة لتكون انتفاضة عودة شاملة في الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948، ودفعها لتحقيق حالة استنزاف للاحتلال ومشروعه الاستيطاني في فلسطين، وبما يصل إلى تراجعه عن كافة القرارات الظالمة والجائرة التي يتخذها بحق الشعب الفلسطيني.
وذكر أن السلطة الفلسطينية كان الأجدر أمامها وفي ظل ما جرى من مذبحة حقيقية بحق أبناء قطاع غزة الإثنين الماضي أن تكون بمستوى الحدث، والوقوف مع غزة التي قدمت الشهداء وكانت صورتها جنبا إلى جنب على شاشات التلفزة مع بث نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة.
وأضاف منصور: "غزة التي شكلت حالة من الانتصار على احتفال نقل السفارة الأمريكية بما قدمت من دماء وتضحيات كان يستوجب على السلطة أن تتخذ إجراءات بمستوى الحدث، كسحب الاعتراف بالاحتلال، وهو تطبيق لقرارات المجلس المركزي في منظمة التحرير".
وأردف أن السلطة كان يستوجب عليها أيضا وقف التنسيق الأمني وخاصة أنه خدمة مجانية للاحتلال، وتقديم الدعم المطلوب لشعبنا في غزة، وتعزيز الحاضنة الشعبية فيه، وتقديم الإغاثة الطبية، سيما وأن القطاع يعيش أزمة مستعصية فيه، إلى جانب وقف الإجراءات العقابية التي فرضتها، كإعادة الرواتب للموظفين.
وطالب منصور السلطة بالتقدم خطوة حقيقية تجاه تحقيق المصالحة بعيدًا عن المناكفات والحسابات التي تضر بالشعب الفلسطيني، وتشكيل قيادة جماعية تقود الشعب الفلسطيني في هذه المعركة الاستراتيجية.
مواقف جدية
ورأى أن مواقف الدول الغربية تجاه "مجزرة الإثنين" بغزة لم ترتق لمستوى الدماء النازفة والأرواح التي زهقت، مضيفاً "ما حدث من مجزرة تستوجب من الدول التي تدعي حرصها على القانون الدولي أن تتخذ مواقف جدية ضد الاحتلال الذي يخرق كافة الاتفاقات الدولية والحقوقية والأعراف القانونية، وأن تتخذ إجراءات تلجمه عن تغوله وقتله للمدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني المتظاهرين بشكل سلمي".
ووصف المواقف العربية على المستوى الشعبي والرسمي بـ"المخجلة"، داعيا الشعوب العربية لقول كلمتها في الانتماء لقضية فلسطين ومواجهة الإدارة الأمريكية التي هي سبب رئيسي في المجزرة التي وقعت بغزة.
وأكد أن ردة الفعل الرسمية العربية تجاه ما تقترفه دولة الاحتلال من تغول، لا يخرج عن كونه تواطئا مع الأخيرة ورضا عن ممارساتها، رغم ضربها بعرض الحائط كافة المبادرات النابعة عنهم والتي سيقت في السنوات الماضية.