تقترن العربية في دولة تشيلي بأمريكا اللاتينية غالباً بالعنصر الفلسطيني، الذي لا تكاد مدينة تشيلية تخلو منه، حتى أن المتابعين للتاريخ الحديث والمعاصر لدولة تشيلي يقدرون سنّها بنحو قرنين من الزمن، يقولون بأن نصفه أسهم الفلسطينيون في صنعه.
ويقول أكاديميون تشيليون من أصول فلسطينية: "إن تعاطف التشيليين مع القضية الفلسطينية ظاهرة غالبة لدى المجتمع التشيلي، وأن السبب في ذلك لا يعود فقط إلى المظلومية التي يعيشها الفلسطينيون فحسب، وإنما أيضا لما لعبته المؤسسات السياسية والإعلامية وعلى الأخص المؤسسات التعليمية، ولا سيما العربية منها في ترسيخ حب فلسطين لدى العديد من الأجيال التشيلية".
يقول مؤسس المدرسة العربية في مدينة "كونسبسيون" ميليو جيدي سمور : "حب فلسطين يتشربه التشيلي من سنواته الأولى في المدرسة من خلال، مناهج تعليمية تركز على الجانب الحضاري والثقافي المتصل بفلسطين، وصولاً إلى تعليم اللغة العربية".
وأضاف: "عندما فكرنا في سبعينات القرن الماضي في افتتاح هذه المدرسة، كان عدد الطلاب يومها لا يتجاوز 7 طلاب، أما اليوم فالعدد قارب 500 طالب وأصبحت المدرسة واحدة من أهم المدارس وأكثرها قدرة على جذب الطلاب، بالنظر إلى جديتها وانضباطها وقدرتها على إخراج أجيال متعلمة ومتفوقة".
وأكد سمور، أن "المدرسة العربية تعتمد في مناهجها على التعليم باللغة الإسبانية أساساً، نظراً لافتقار التشيلي لمدرسي اللغة العربية".
وأشار إلى أن "هذا النقص يتم تلافيه من خلال يوم أسبوعي يكون مخصصاً لتعميق الانتماء العربي لطلاب المدرسة العربية، من خلال الأكل والموسيقى وبعض الأشياء التراثية العربية، والتي غالباً ما تكون من فلسطين ولبنان ومصر".
وأضاف: "الكوفية الفلسطينية مثلاً تمثل عنصراً أساسياً في الزي المدرسي عندنا".
ونوّه سمور إلى أن تسمية المدرسة بـ" العربية" يعني أنها فلسطينية، على اعتبار أن 90% من الجالية العربية في تشيلي هي من أصول فلسطينية".
وبين سمور أن المهاجرين الفلسطينيين الأوائل إلى تشيلي " انشغلوا بداية بتأمين تواجدهم لكنهم لم يغفلوا عن الجانب العلمي، و أسسوا المدارس وربوا أبناءهم على التزود بالعلوم، وتمكنوا من الوصول إلى مناصب علمية وأكاديمية وحتى سياسية متميزة في التشيلي".
وتأسست المدرسة التشيلية العربية في مدينة "كونسبسيون" جنوب التشيلي في سبعينات القرن الماضي، وقد تمكنت من ترسيخ نهجها كأحد أهم المدارس في المدينة.