فلسطين أون لاين

​لاجئون كبار: مليونية العودة قربت حلم عودتنا لأراضينا المحتلة

...
غزة - نور الدين صالح

على بُعد عشرات الامتار من السياج الفاصل شرق مخيم البريج، تقف الحاجة أم أشرف صالح (70 عاماً)، وهي تحدق بصرها إلى ما خلف هذا السياج الزائل، حيث يتمركز جنود الاحتلال المغتصبين للأرض الفلسطينية.

مسيرة العودة المليونية أعادت للسبعينية أم أشرف الأمل والتفاؤل من جديد بأن العودة للأراضي المحتلة باتت قريبة، وهو ما دفعها للمشاركة في المسيرة منذ انطلاقتها، وفق حديثها لصحيفة "فلسطين".

وبدا واضحاً تمسك أم أشرف التي تنحدر من بلدة "كوكبة" المحتلة، خلال مشاركتها في المسيرة، وهي ترتدي الثوب الفلسطيني المُطرز بألوان العلم الفلسطيني وتضع على جبينها عُصبة بيضاء كُتب عليها "راجع ع بلادي".

"بدنا نحرر بلادنا، ولن أبقى طول عمري لاجئة، وأعيش مشردة"، تقول أم أشرف وهي تُشير إلى مفتاح العودة الذي اصطحبته معها خلال مشاركتها في مليونية العودة أملاً بالعودة إلى أرضها المحتلة.

وتقول صالح: "هذا يوم عظيم وأحيا بداخلنا ما كان ميتاً منذ سبعة عقود، وأصبحت حكاية العودة لأراضينا أمراً قريباً بإذن المولي".

ولم تكترث أم أشرف للأحداث الساخنة التي كانت تدور حولها وإطلاق النار والغاز الكثيف من الاحتلال صوب المشاركين في المسيرة المليونية السلمية، حينما حدقت بنظرها نحو طائرة التصوير التابعة للاحتلال التي تلقي قنابل الغاز، وهي تردد "طخ لما تشبع (..) بدنا نرجع على بلادنا".

وتشير المسنة الفلسطينية أن إحياء الذكرى السبعين لهذا العام كان مختلفاً عن سابقاته، كونه اعطاها وجميع الفلسطينيين الدافع والحافز، لمحاربة الاحتلال، حتى تستعيد حقها في أرضها، وفق قولها.

وترى أن المشاركة في هذه المسيرة واجب على كل فلسطيني، لأن الأرض والقدس فلسطينية، "جئت هنا حتى اثبت لترامب (المتخلف) أن القدس فلسطينية وعربية وإسلامية ومستحيل أن تكون لليهود".

وكان اللاجئ المُسن الآخر حمزة الحسنات (63 عاما) يتقدم أكثر ويصعد على السواتر الرملية التي وُضعت قُرب خيام العودة شرق البريج، علّه يرى مدينة "بئر السبع" المحتلة التي تبعد عن القطاع عدة كيلو مترات.

وأخذ الحسنات يتأمل جمال وروعة الأراضي المحتلة الواقع خلف السياج الفاصل، والتي تغطيها الحشائش الخضراء، وعيونه تواقة لزوال الاحتلال والعودة إليها.

ويقول لصحيفة "فلسطين"، "إحياء النكبة هذا العام، جاء بعد زمن كاد الناس أن ينسوا حق العودة، في ظل ذروة الأحداث التي تمر بها القضية الفلسطينية".

ويضيف أن "قطاع غزة ينتفض الآن ليعيد للناس في أذهانهم وعقولهم عبر مسيرات العودة، بأن العودة باتت قريبة بإذن المولي".

ويُكمل الحسنات "بعون المولي وعزيمة أبناء هذا الشعب المعطاء، سنعود إلى بلادنا وأراضينا المحتلة، فهذا يوم مشهود".

أما الحاج سليمان جبر (77 عاما)، فيؤكد أنه جاء للمشاركة في مليونية العودة، أملاً بعودته إلى الأراضي المحتلة قريباً، في ظل إصرار الشعب الفلسطيني على ذلك.

ويُبدي جبر لصحيفة "فلسطين"، استعداده للدخول لما بعد السياج، "مهما كلّفه الثمن"، وفق تعبيره، مطالباً الكل الفلسطيني المشاركة في المسيرات، لاستعادة حق العودة.

كما يراود حلم العودة الحاج أبو أحمد التلباني (74 عاما).

ولم يبالِ التلباني لأشعة الشمس الحارقة وكِبر سنه، كون الأمل والتفاؤل لا زال يخّيم على محياه، حيث يؤكد تمسكه بحق العودة، آملاً أن يعود إلى مدينته الأصلية "بئر السبع".

ويرى أن مليونية العودة قرّبت الأمل والحلم، وقد تجعله أمراً واقعاً في القريب العاجل.