قائمة الموقع

​جرحى العودة.. الإعياء وأزمات غزة الإنسانية تنال من أجسادهم

2018-05-16T06:15:49+03:00

يسيطر الهم والقلق على أم خالد طه وهي تنظر بعينين باكيتين إلى نجلها محمد (18 عاما) كجثة هامدة على أحد أسرة مجمع الشفاء الطبي، غرب مدينة غزة، بعدما ساءت حالته الصحية بسبب النقص الحاد بالأدوية والمستلزمات الطبية داخل مستشفيات القطاع المحاصر.

وأصيب محمد بطلق ناري متفجر استقر بالجزء الأعلى من كتفه في أثناء مشاركته في مليونية العودة، أول من أمس، الأمر الذي استدعى خضوعه لعدة عمليات جراحية إلا أن حالته الصحية لم يطرأ عليها تحسن يذكر حتى اللحظة.

وتقول أم خالد لصحيفة "فلسطين": اخبرونا الأطباء أن حائلته مستقرة رغم ارتفاع نسبة خطورتها، ولكنه يحتاج إلى بعض الأدوية وعملية جراحية متخصصة، ولكن بسبب نقص الأدوية وازدحام غرف العمليات جرى تأجيلها لأيام أخرى.

ولم يكن بمقدور عائلة طه أن توفر العلاج لنجلها، والذي يضمن لمحمد عدم إصاباته بتشنجات حادة بمنطقة الصدر، على نفقتها الخاصة؛ بسبب عدم توفر الدواء في أسواق غزة وارتفاع ثمنه في الخارج، الأمر الذي يجعل من الانتظار على وقع القلق والترقب السبيل الوحيد المتاح للعائلة.

وتعبر أم خالد عن خشيتها من تفاقم حالة نجله إن استمر غياب الأدوية عنه، متسائلة بغضب عما يحدث لابنها وغيره من الجرحى في مشافي غزة المتعددة "لماذا يترك أطفالنا وشبابنا يموتون أمامنا، أين العالم العربي والإسلامي عما يحدث لنا في غزة؟".

فيما كان صوت الحاجة أم مصطفى الغندور يصد عاليا في المجمع الطبي، وهي تدعو المولي أن ينعم بالشفاء على حفيدها الصغير الذي أصيب بطلق قناص أثناء مشاركته في مليونية العودة.

وحال أم ناصر العريني لم يختلف كثيرا عن سابقتها، فعلى مقربة من باب غرفة وحدة العناية المركزة داخل المستشفى الإندونيسي، شمال قطاع غزة جلست السيدة الخمسينية وهي تترقب بأمل كبير أي خبر يطمئن قلبها على نجلها ناصر (27 عاما) الممد بالداخل على أحد أسرة العناية.

وبكلمات متقطعة قالت أم ناصر لصحيفة "فلسطين": "نواجه صعوبات في اتمام محاولات نقله للخارج فحالة ناصر تستدعي ذلك بعد إصابته بتفتك حاد بالكلى والطحال نتيجة إصابته بطلق متفجر في البطن".

وفرضت السلطة في رام الله، سلسلة إجراءات عقابية بحق غزة، منذ عام، ومنها: خصومات الرواتب، وتقليص الكهرباء، وتقليص التحويلات الطبية.

بدوره، أوضح رئيس قسم الطوارئ في المستشفى الإندونيسي صلاح أبو ليلة، أن حجم الإصابات التي تدفقت إلى المستشفى من مختلف مناطق شمال القطاع يدلل بشكل قاطع على أن الاحتلال تعمد تسجيل أكبر عدد ممكن من الشهداء والإصابات الخطرة سواء في المناطق العلوية أو السفلية.

وذكر أبو ليلة لصحيفة "فلسطين" أن نوعية الإصابات كشفت عن أن الرصاص المستخدم هو من النوع المتفجر الذي يتسبب بتفتك بالأجزاء الداخلية للجسد أو إعاقات بالحركة، الأمر الذي فاقم من عدد الإصابات الحرجة والشهداء.

وأشار أبو ليلة إلى أن الطواقم الطبية تحاول العمل جاهدة في ظل ظروف معقدة واستثنائية كنقص الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بالعمليات الجراحية الصغرى أو الكبرى، فضلا عن استمرار مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عدة مرات داخل أقسام المستشفى.

اخبار ذات صلة