قائمة الموقع

​مؤرخ: بيعُ الفلسطيني أرضَه لليهود رواية تكذبها أحداث النكبة

2018-05-16T05:28:40+03:00

تطل الذكرى السبعون للنكبة الفلسطينية الشاهدة على هجرة أبناء الشعب الفلسطيني من أرضهم، وقراهم، ومدنهم عام 1948 بقوة السلاح ودوي المدافع، فيما لا تزال أوساط عربية تتبنى رواية بيع الفلسطينيين أرضهم لليهود برضا واستسلام كاملين، وهو ما يعده المؤرخ الفلسطيني ورئيس قسم التاريخ والآثار في الجامعة الإسلامية بغزة د. غسان وشاح بأنه "أمر معيب وخارج سياق نصوص ووقائع الحقيقة المجردة".

ويؤكد وشاح في حوار مع "فلسطين"، أن قضية بيع الفلسطينيين لأرضهم المتبناة من شرائح عربية عديدة لم تكن إلا دعاية صهيونية قديمة ثبت عدم صلتها بالواقع، وزيفها بكل الدلائل والأرقام والشواهد على الأرض.

ويشير إلى أن بريطانيا ومنذ عام 1917 وحتى عام 1948 وفي ظل احتلالها لفلسطين، عملت بكل السبل لتمليك الأرض الفلسطينية لليهود، عبر البوابة الأولى المتعلقة في نقل ملكية الأرض الحكومية التي سيطرت عليها من الدولة العثمانية، وما تغتصبه من أراضٍ خاصة بالفلاحين جراء عدم دفعهم للضرائب.

ويوضح وشاح أنه ورغم هذه السياسة البريطانية، وحتى صدور قرار التقسيم في الأمم المتحدة 1947 كان الفلسطينيون يمتلكون 93% من إجمالي الأرض، فيما أن اليهود لم يسيطروا إلا على جزء بسيط تبلغ نسبته 7% فقط.

وبيّن أن ما جرى بيعه من أراضٍ فلسطينية لليهود، كانت ملك عائلات لبنانية -ليست فلسطينية- من كبار القطاع العاملين في الدولة العثمانية ولا تتجاوز ما نسبته 1%.

ويشير وشاح إلى أن الحقيقة المجردة حول بيع الفلسطينيين لأرضهم أمر مرفوض ولا علاقة له بحقيقة التاريخ، مشدداً على أن الفلسطينيين تركوا أرضهم تحت لهب الحديد والنار، وقد ارتقى منهم في حرب النكبة 30 ألف شهيد، ودمرت 667 قرية لهم، وارتكبت العصابات الصهيونية 50 مذبحة موثقة بحقهم، وهجر منهم مليون إنسان.

ويضيف: "خرج الفلسطينيون من أرضهم وهم ينزفون دمًا، جزء منهم شهداء، وجزء منهم جرحى، ولم يبع أي منهم أرضه، ولم يثبت ذلك تاريخيًا"، معبرًا عن أسفه لأن يصدق كثير من أبناء الشعوب العربية تلك الأكاذيب التي نشرها اليهود وروج لها أعوانهم.

ويوضح وشاح أن الصهاينة بداية احتلالهم لفلسطين أطلقوا دعاية شرائهم الأرض وبيع الفلسطينيين لها، لمواجهة تساؤلات وانتقادات دول كثيرة في العالم حول أسباب طردهم للفلسطينيين وتملكهم لبيوتهم وأرضهم.

ويلفت إلى أن كثيرا من العرب سيما الجهات المرتبطة بالأنظمة منها لا يزالون يسوقون للدعاية الصهيونية القديمة بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم لكي يرفعوا عن كاهلهم مسؤولية الوقوف مع الشعب الفلسطيني ومناصرته، وتمرير رسالة للشعوب العربية أن لا يجب أن يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.

ويبين وشاح أن أبناء فلسطين سيما الطبقات النخبوية من العلماء والدعاة والقيادة السياسية، حاربوا فعليًا نقل الأرض وبيعها لليهود، وجرى تحريم بيع أي شبر، كما جرى حينما أصدر مؤتمر علماء فلسطين الأول في 25 يناير 1935 فتوى بالإجماع تحرِّم بيع أي شبر من أراضي فلسطين لليهود، وتعدُّ البائع والسمسار والوسيط المستحل للبيع مارقين من الدين، خارجين من زمرة المسلمين.

ويؤكد أن الخسارة الحقيقية لأرض فلسطين لم تكن بسبب بيع الفلسطينيين لأرضهم وإنما بسبب هزيمة الجيوش العربية في حرب 1948، والتي جاءت بأفراد لا يستطيع بعضهم إطلاق النار، فيما البعض الآخر كانوا يمتلكون أسلحة فاسدةً لم تساعدهم على مجابهة ما امتلكته العصابات الصهيونية من امكانات عسكرية.

ويذكر المؤرخ الفلسطيني وشاح أن اليهود ومن بعد احتلالهم لفلسطين اعترفوا بالطريقة التي نشأت فيها دولتهم، وتأسسها بعد عملية تطهير عرقي للفلسطينيين، وانتزاع أرض فلسطين بقوة السلاح، وتنفيذ العديد من المجازر وعمليات الترهيب لإحلال اليهود بدلا من سكانها الأصليين.

اخبار ذات صلة