قائمة الموقع

​الشباب يجددون أمل الكبار في العودة

2018-05-15T12:24:57+03:00
شبان يتظاهرون في مخيم العودة شرق جباليا (تصوير / محمود أبو حصيرة)

بعد سبعة عقود من اللجوء تجدد أمل كبار السن الذين عايشوا النكبة، وباتوا يشعرون أن تحقق حلم العودة صار قاب قوسين أو أدنى، وذلك بسبب ما يرونه من الجيل الشاب، من حيث التمسك بالأرض، والإصرار على استعادتها، والإقدام على كل ما يُقرّبهم من الحلم.

اليوم زاد أمل كبار السن في أن يعودوا مع أبنائهم وأحفادهم إلى منازلهم التي هجّرهم الاحتلال منها قبل 70 عامًا، فماذا يقولون عن أداء الشباب في إطار مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار؟

أحياها الشباب

الحاجة أم سمير خلف (75 عامًا) كانت سنها خمس سنوات عندما هجرت من بلدتها الأصلية "المسمية"، ومنذ ذلك اليوم تتمنى أن تقبل تراب أرضها مرة أخرى، مع أنها لا تحتفظ بذكريات كثيرة فيها.

قالت "خلف" لـ"فلسطين": "عندما أرى الشباب يقاتلون على السياج الفاصل شرقي مدينة غزة أشعر بفخر كبير، وأتمنى أن يعود بنا الزمن مرة أخرى لنموت في أرضنا وندفن فيها ولا نخرج منها أبدًا".

وأضافت: "لعل الوسيلة التي يستخدمها الشباب في هذه الأيام تجدي نفعًا أكثر من الحروب، نحن مع هذه المسيرات، ونتمنى أن تستمر حتى يصل المشاركون فيها بالفعل إلى أراضينا التي سلبها منا الاحتلال بالقوة".

تابعت خلف قولها: "أدفع أبنائي وأحفادي إلى المشاركة في هذه المسيرات".

وواصلت: "كل ما سمعت عنه من وسائل قديمة، كان يستخدمها الثوار عندما خرجنا من بلادنا، مثل المقلاع و(المولوتوف) أعاد الشباب إحياءه اليوم".

سيحققون الحلم

وعلى كِبر سنّه يحاول الحاج رزق القنفد (78 عامًا) إعادة الحياة لأرضه التي تقع على السياج الفاصل شرقي مدينة غزة، فيزرع فيها "البامية" والكثير من المحاصيل الزراعية كي لا يتركها فارغة.

قال القنفد _وهو من بئر السبع_: "منذ انطلاق مسيرات العودة أحرص على المشاركة فيها كل يوم جمعة، أجلس في المنطقة المتاخمة للأراضي المحتلة ساعات، لاستذكار أراضينا التي سلبها منا الاحتلال الإسرائيلي، مسيرات العودة أعادت لنا الحياة".

وأضاف لـ"فلسطين": "كنت أظن أن حقنا في الأرض لن يعود، وأن شبابنا قد ينسون الأراضي التي تركها آباؤنا وأجدادنا، ولكنهم أثبتوا عكس ذلك، لقد أظهروا قوّة كبيرة في مسيرة العودة، وإصرارًا قويًّا على العودة".

تابع القنفد: "كل ما أحلم به الآن هو العودة لأرضي، وتقبيل ترابها، والصلاة فيها، فهذا من حقنا لاجئين، ولكن الاحتلال بغطرسته يرغمنا على البقاء بعيدين عنها، ومع ذلك لا نشك أننا سنعود لبلادنا يومًا ما".

واختتم حديثه: "زادت ثقتي بالعودة، وشعرت أنها قريبة، عندما رأيت الأجيال الشابة في مسيرة العودة، فإذا ظل الشباب يناضلون من أجل العودة فسيحققون الحلم الذي لم نستطِع تحقيقه نحن الكبار".

أملٌ جديد

الشعور نفسه يراود الثمانيني "أبا عبد الله الرملاوي"، فهو كذلك يرى الشباب الثائرين أملًا جديدًا، ما جعله يؤمن أن عودته إلى "يافا" قريبة.

وعن ذلك قال لـ"فلسطين": "هؤلاء الشباب فعلوا ما لم نفعله نحن، كانت لهم علامات فارقة، يكفي أنهم أرعبوا الاحتلال الإسرائيلي بالطائرات الورقية والمقلاع، أي بأدوات بسيطة جدًّا".

أضاف الرملاوي: "صحيح أن هذه المسيرات سلمية، ولكنها قلبت كيان الاحتلال الذي استخدم كل الوسائل لوقفها، ولكن دون جدوى، فهؤلاء الشباب مُصرون على التمسك بأرضهم، وعلى العودة إليها".

وذكر أن "الكثير من هؤلاء الشباب ينحدرون من مدن وقرى قطاع غزة، ليسوا لاجئين، ومع ذلك لا يترددون في المشاركة في المسيرة، وبذلك يثبتون أن الفلسطينيين يدٌ واحدة في سبيل تحقيق حلم العودة".

وبنبرةِ الواثق قال: "بهذه المسيرات سنتمكن من العودة إلى أرضنا رغمًا عن أنف الاحتلال، بإذن الله".

اخبار ذات صلة