تنصب عائلة الشهيد فارس الرقب، خيمة في مخيم العودة في بلدة خزاعة شرق محافظة خان يونس، بالقرب من السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 48، في خطوة ترى أنها سيرٌ على درب ابنها الشهيد.
يؤم الخيمة أشقاء الشهيد وأصدقاؤه وأبناء عائلته بصورة يومية، وذلك بعد أيام قليلة من استشهاد "فارس"، في الثاني من أبريل/ نيسان الماضي خلال مشاركته في مسيرة العودة الكُبرى.
وعُرف الرقب بين معارفه بمسيرة وسيرة حافلة وعاطرة رغم سنه الصغيرة (26 عامًا)، فكان بمثابة "دينامو" الشباب الثائر في المنطقة الحدودية ينازل جنود الاحتلال الإسرائيلي بأساليب شعبية أملاً بالعودة.
يقول شقيقه سمير، إن الخيمة تحمل رسالة للاحتلال الإسرائيلي بأن وراء "فارس" ألف فارس يكمل مسيرة المقاومة، لن ينسوا حقهم المسلوب في العودة لأراضيهم المحتلة عام 48.
ويضيف لصحيفة "فلسطين"، أن حمية حب الوطن والعودة كانت وقود حقيقي في قلب شقيقه ووجدانه.
ويشير إلى أن الخيمة تكون عامرة بشكل يومي بمحبي "فارس" وأصدقائه، وأبناء عائلته ممن يشاركون في مخيم العودة في المكان، وذلك يبعث الأمل في نفوسنا بأن دماء الشهداء عامل دفع لمن خلفهم لإكمال المسيرة.
ويؤكد الرقب أن العودة للأرض المحتلة وإن جرى على عتبتها تضحيات ودماء كثيرة فلن يتم التراجع عنها قيد أنملة، وهذا حق شرعي ووطني لا تنازل عنه أو تفريط، وأن اليهود المحتلين لا مكان لهم على أي شبر من فلسطين التاريخية.
ويلفت محمد الرقب، صديق الشهيد إلى أن نصب الخيمة وإلى جانب كونها رسالة تأكيد على الاستمرار على خطى الشهيد، فهي نقطة للتجمع والمشاركة الدائمة في مسيرة العودة الكُبرى وكسر الحصار.
ويشير إلى أن من يعمرون الخيمة يملؤونها بالدفء بحديثهم في سيرة الشهيد، والهدف الأساس الذي قضى نحبه من أجله، في إشارة إلى حق العودة وكسر الحصار.
ويؤكد الرقب أن حالة البطش والتغول التي يقوم بها جنود الاحتلال تجاه المخيم أو المتظاهرين قرب السياج الحدودي، بما يطلقون من رصاص وقنابل غاز لن تفت من عزيمتهم، أو تزحزحهم عن المكان حتى العودة الكاملة.
وانطلقت مسيرات العودة وكسر الحصار في 30 من مارس/ آذار الماضي، وذلك بإقامة مخيمات بالقرب من الحدود الفاصلة مع الأرض المحتلة عام 48، أدى استهداف الاحتلال للمخيمات ارتقاء عشرات الشهداء وجرح الآلاف من المشاركين فيها.