قائمة الموقع

ملحمة الأسرى و"مفاجآت القسام" لتحريرهم

2017-01-05T09:13:49+02:00
صورة أرشيفية

داخل ما يشبه "مقابر الأحياء" لا يقبل الأسرى السكوت عن ظلم السجان الإسرائيلي، هناك يصنعون بأمعائهم الخاوية الانتصار، في وقت تعدهم فيه كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس بالحرية، مؤكدة أن الاحتلال سيدفع الثمن _سواء شاء أم أبى_ في صفقة تبادل جديدة.

واصل الأسرى رجالهم ونساؤهم وأطفالهم في 2016م ملحمتهم لنيل الحرية، ولم يخل الكفاح من ارتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة، التي يعاني كثير من أبنائها المرضى من سياسة الإهمال الطبي.

ولن ينسى الشعب الفلسطيني قصة الأسير المحرر الصحفي محمد القيق، الذي عاش معه أيامًا طويلة من النضال خلال إضرابه عن الطعام.

قرر القيق خوض الإضراب عن الطعام، لاسيما أنه أخضع كغيره من الأسرى لتحقيق تعسفي، مارس الاحتلال خلاله السب والشتم بألفاظ نابية، وهدده بالضرب والتعذيب في محاولة لسحب اعتراف منه بجرم لم يرتكبه.

ومنذ اليوم الأول لإضرابه ارتكبت إدارة سجون الاحتلال جرائم عدة بحقه في محاولة لإفشاله، كمنع محاميه من زيارته، وتهديده بعقوبات شديدة، ومنع زيارة الأهل، ونقله بين الفينة والأخرى بين السجون والزنازين وأقسام المعتقلين الجنائيين، وتهديده بالضرب، وحرمانه النوم والتحقيق معه باستمرار.

ويشير في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أنه نقل إلى زنازين سجن "مجدو" بعد أسبوع من إضرابه عن الطعام، في ظل استمرار التضييقات كالتحقيق معه ساعات طويلة، وتهديده، ومطالبته بالأكل، والتلفظ بكلمات وألفاظ السب والشتم البذيئة، ومحاولة إجباره على فك إضرابه عن الطعام.

ومع وصوله إلى مرحلة الخطر امتنع عن تناول الماء والمدعمات الطبية، في محاولة لإجبار الاحتلال على الاستجابة لمطالبه، في حين زاد الأخير من جرائمه، إلى أن نقل القيق إلى مستشفى بسبب تدهور وضعه الصحي، حتى توصل إلى اتفاق بالإفراج عنه.

وبعد 94 يومًا من الإضراب تمكن من انتزاع قرار بالإفراج عنه في 19 أيار (مايو).

كذلك الأسير المحرر بلال كايد سار على الدرب نفسها بخوض الإضراب عن الطعام 71 يومًا، "حاول الاحتلال خلال إضرابي عن الطعام، والضغط الذي مارسه علي طوال مدة اعتقالي؛ تمرير مخطط ضد الأسرى، خاصة من ينوي الإضراب عن الطعام: أنه سيمارس شتى الجرائم بحقه لإفشال الإضراب وعدم الرضوخ لمطالبه" يقول لصحيفة "فلسطين".

ويضيف: "منذ بداية إضرابي أعلنت رفضي المثول أمام عيادات الاحتلال، وعدم تناول الفيتامينات الطبية، واكتفيت أول 40 يومًا من الإضراب بتناول الماء، ففقدت جزءًا كبيرًا من وزني وبصري وسمعي، إلى أن قدم الاحتلال لي ضمانات بدراسة ملفي والعمل على إنهاء اعتقالي الإداري، تناولت فيتامين (أ) لإعادة بصري بعد أن فقدته في مستشفى يدعى (برزلاي)".

ويتابع: "بعد أيام من تناول الفيتامين أدركت أن الاحتلال يحاول الالتفاف على مطالبي ورفضت تناول الفيتامين، ما أدى إلى تدهور وضعي الصحي وتساقط شعري، وفقدت حاستي البصر والسمع، وبدأت أعاني من آلام في مختلف أنحاء جسدي، إلى أن أجبرت الاحتلال على الاستجابة لمطلبي، الحرية بعد انتهاء مدة اعتقالي في 12 كانون الأول (ديسمبر)".

وأعلن مدير مكتب إعلام الأسرى عبد الرحمن شديد في السادس من آب توقيع أسرى حركة المقاومة الإسلامية حماس اتفاقًا مع إدارة سجون الاحتلال، مبينًا أنه يحقق معظم المطالب التي رفعوها خلال إضرابهم الذي أطلقوا عليه "معركة الكرامة"، وشملت 400 من الأسرى المضربين.

وفي الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) قال رئيس هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع: "إن الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال: (حسن ربايعة ومجد أبو شملة ومصعب مناصرة) علقوا إضرابهم عن الطعام، بعد وعود بعدم تجديد اعتقالهم الإداري".

وأعلن الأسيران أحمد أبو فارة وأنس شديد في 22 كانون الأول (ديسمبر) وقف إضرابهما المفتوح عن الطعام، بعد اتفاق مع نيابة الاحتلال العسكرية، يقضي بتجديد الإداري لهما مرة واحدة فقط مدة أربعة أشهر، بعد إضراب مفتوح عن الطعام دام 90 يومًا.

ووفقًا لإفادة المتخصص في شؤون الأسرى رياض الأشقر إن 28 أسيرًا أضربوا عن الطعام خلال 2016م بشكل فردي، من بينهم 21 أسيرًا أضربوا عن الطعام أكثر من شهر.

ويقول الأشقر لصحيفة "فلسطين": "إن 90% من مطالب الأسرى الذين أضربوا عن الطعام تحققت، كالأسيرين المحررين الشقيقين محمد ومحمود البلبول، والأسيرين المحررين كايد والقيق، وغيرهم".

ويشير إلى أن ما ميز الإضراب عن الطعام خلال 2016م طول مدد الإضراب، ودخول أسرى جدد فيه، مؤكدًا أن الأسرى سيواصلون الإضرابات الفردية والجماعية عن الطعام إلى حين الاستجابة لمطالبهم وحقوقهم العادلة والمشروعة، وعلى رأسها حقهم في الحرية.

مدير نادي الأسير في رام الله عبد العال العناني يؤكد من جهته أن الأسرى بحاجة لوقفة فاعلة وشاملة، وتوجه الأسرى في مختلف السجون إلى إضراب مفتوح عن الطعام لإجبار الاحتلال على الاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة.

الأسرى الشهداء

ولم تقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى عند هذا الحد، إذ استشهد الأسير ياسر ذياب حمدوني (40 عامًا)، من بلدة يعبد جنوب غرب جنين، في 25 أيلول (سبتمبر)، وذلك بعد إصابته بسكتة دماغية قضى على إثرها في مستشفى (سوروكا)، بعد نقله من سجن (ريمون).

ويبين نادي الأسير أن عدد شهداء الحركة الأسيرة ممن استشهدوا داخل السجون وصل إلى 208 شهداء، إضافة إلى ثمانية آخرين استشهدوا بعد الإفراج عنهم بمدد قليلة، بعد معاناة من الإهمال الطبي في الأسر، لافتًا إلى أن 55 أسيرًا استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي في السجون الإسرائيلية منذ عام 1967م.

ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 7000، منهم 68 أسيرة، و414 طفلًا، وينحدر 341 أسيرًا من غزة، و458 من القدس المحتلة، إضافة إلى 700 معتقل إداري، بحسب إحصائيات "شؤون الأسرى".

وفي ظل سياسة الإهمال الطبي التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى يبلغ عدد الحالات المرضية بينهم نحو 1000.

وإذا كان داخل السجون ملحمة نضالية؛ ففي خارجها ملحمة أخرى تقودها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، لضمان الإفراج عن الأسرى.

وأعلنت "القسام" في 20 تموز (يوليو) 2014م أسرها الجندي في جيش الاحتلال شاؤول آرون، في أثناء تصديها للعدوان البري الإسرائيلي شرق مدينة غزة.

وظهر المتحدث باسم "القسام" أبو عبيدة في بيان متلفز مقتضب على قناة الأقصى الفضائية، في نيسان (أبريل) 2016م، وبدت صور أربعة من جنود الاحتلال في (الفيديو).

وقال أبو عبيدة: "لا توجد أية اتصالات بشأن جنود العدو الأسرى، وإن أية معلومات عن مصير هؤلاء الجنود الأربعة لن يحصل عليها العدو مجانًا".

وأكد في أغسطس 2016م أن الأسرى الإسرائيليين لدى "القسام" سيلقون المعاملة نفسها، التي يلقاها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال.

وبمناسبة ذكرى صفقة "وفاء الأحرار" في أكتوبر 2016م قال: "نؤكد لأسرانا بكل أطيافهم أن الثمن سيدفعه العدو، سواء شاء أم أبى، نقول للصديق والعدو وللقريب والبعيد: إن العدو يتهرب من دفع الاستحقاقات لصفقة جديدة، ويحاول نشر الأكاذيب ويضلل جمهوره بدعاوى ساقطة، وهذا عهدنا به، وهذا السلوك لن يغير من واقع الأمر شيئًا، ولن ينفعه هذا التهرب".

ونبه إلى أن "عامل الزمن لن يكون أبدًا في مصلحة العدو، إن توهم هو ذلك، بل سيدفع الثمن مرغمًا"، معقبًا: "سيتفاجأ أسرانا وشعبنا حين يأتي الوقت المناسب لنكشف كامل الحقائق التي تدخرها المقاومة من أجل حرية الأسرى".

وكانت "القسام" أسرت الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 2006م، وأبرمت صفقة تبادل أسرى في 2011م، برعاية مصرية، أفرج بموجبها عن أكثر من 1047 أسيرًا وأسيرة على دفعات، مقابل شاليط.

ضمن ملحق تصدره صحيفة فلسطين حول أهم أحداث 2016 فلسطينيًا

اخبار ذات صلة