فلسطين أون لاين

​كيف تجعلين طفلك مميزاً؟

...
بقلم / إباء طه

تبحث العديد من الأمهات مؤخراً عن طرق تطوير المهارات المتعلقة بأطفالهنّ، وتقرأ منهنّ عن الاعتناء الجسدي والنفسي بأبنائها، عدا عن أخريات يتابعن مجموعات خاصة تهتم بكل ما يخص الطفل منذ نشأته الأولى إلى أن يصبح قادرًا على الاعتماد على نفسه.

مررت هذا العام برحلة طويلة مع كل ما ذكر سابقاً، لم أترك مجموعة تعنى بالأطفال إلا وتابعتها بشغف، وقرأت في مواقع إلكترونية عدة عن نظريات حديثة في التعليم ورفع منسوب النضج العقلي للطفل، وتابعت آخر المبادرات المتعلقة بهذا الشأن، خاصة منها حول فكرة التعليم المرن، أو ما يعرف بالتعليم المنزلي الذي حاولت أن أخوض غماره ليس بفصل طفلتي "شام" عن المدرسة وإنما بشكل متوازٍ، تذهب طفلتي للمدرسة، وعند العودة أستكمل معها كأم تعليماً يناسب ما أبحث عنه وأريده، وغالباً كان قائماً على اللعب وفي هذا المجال هناك أفكار كثيرة ربما أخوض فيها فيما بعد.

لكن ما أودّ قوله حقيقة، أن كل الأفكار والنظريات والطرق المتعلقة بالأبناء لا معنى لها إن لم يكن هناك "تواصل فعال" بين الأمّ وطفلها، وهذه الفكرة تحديداً كانت تلفتني في كل خطوة أٌقوم بها مع أطفالي لاسيما مع ابنتي "شام" لكونها تعي وتفهم ما أقوله لها؛ فلا معنى أن تضعي ألعاباً لأطفالك وتتركينهم، أو تفتحين لهم التلفاز وتذهبين لغسل ما تبقى من الصحون، أو تجعلينهم يتناولون طعامهم، وتنشغلي بتصفح "الفيس بوك" الخاص بك.

التواصل الجيد مع الطفل هو ما يخلق منه مبدعاً وقائداً ومحاوراً جيداً ولبقاً، بالإضافة إلى الأمور الثانوية الأخرى، الألعاب الحديثة لا تخلق طفلاً مميزاً، والهدايا الثمينة لا تجعله مطيعاً، بـقدر أن تحسني تواصلك معه، وتنظري بعينيه كلما أراد التحدث.

إن أحسنت التواصل مع طفلك، فلن تلجئي للعقاب، ولن ترَي طفلك متمرداً، ولن تواجهي نوبات طفلك وغضبه غير المبرر.

قد تسأل إحدى الأمهات، وما قصدك بالتواصل الفعال؟

- أجري حواراً مع طفلك عن ماذا تعلم اليوم في المدرسة؟، وكيف سار يومه؟

- إسأليه عن مشاعره حيال موقف، أو حتى لم يحب فلاناً، وفي هذه النقطة تحديداً ستجدين تعبيرات جميلة وتفسيرات غريبة، لا نأخذها نحن الكبار بعين الاعتبار. وهنا أذكر موقفاً، سألت طفلتي مرة، لم تفضلين أحد أعمامك على الآخر فأجابت بكل عفوية، " لأنه دافئ" أي حنون، كان تعبيراً مختلفاً عما نسمعه في العادة.

- وهو يلعب أو يأكل، هناك كنز ثمين لتمرير العديد من الأفكار والتأكيد على سلوكيات لا تستطيعين تمريرها في الأوقات العادية.

- ثرثري مع طفلك، أجري حواراً مطولاً، ما هذه اللعبة التي تلعب بها، أو كيف رأيت شخصية البطل في القصة، أو هل ستفعلين مثل "سلمى" في قصة الحلوى المسروقة؟

هذه بعض الأفكار البسيطة، للأسف، أطفالنا "ضحايا مواقع التواصل الاجتماعي"، ضحايا شاشات الهاتف المحمول التي لا يمل الأم والأب من النظر إليها، ضحايا الآي باد ومواقع اليوتيوب التي تسلب الأم عن طفلها وترميه في أحضانها، التربية مشروع حضارة، ومن لم يتهيأ للبناء في بواكير الميلاد، ستكابده الأيام فيما بعد.