استطاعت كتائب عز الدين القسام الانتصار في معركة الأدمغة، إذ تمكّنت من فك ألغاز عملية أمنية معقدة، ربما أمضى الاحتلال شهورًا عديدة في التحضير لها وتنفيذها، قد لا تكون حماس هي وحدها المستهدفة من تنفيذ الاحتلال عمليته الاستخبارية، وربما كان الاحتلال ينوي من ورائها السيطرة المعلوماتية على مساحة قد يمتد نصف قطر دائرتها إلى عدة كيلومترات، تستهدف كل من يقع في حدودها من رجال المقاومة وغيرهم.
نعذر القسام في عدم الإفصاح عن تفاصيل العملية، وعن الجهود التي بذلتها في السيطرة والتنفيذ، فالسرية أمر مهني تفرضه حروب الأدمغة، ومع ذلك يمكننا استنتاج مجموعة من الأمور على النحو الآتي:
واضح أن مخابرات الاحتلال بذلت جهدًا كبيرًا ومعقدًا، وأنفقت أموالًا طائلة لزرع أجهزة التنصت، ولا نستبعد أن تكون استخدمت عملاء محليين في ذلك.
إذا ما أضفنا هذا النجاح إلى القسام والمقاومة في مواجهة الاحتلال في معركة الأدمغة إلى نجاحات كثيرة سابقة؛ فإن ذلك يزيدنا ثقة أن لدى المقاومة الفلسطينية قدرة عالية تؤهلها لمواجهة الاحتلال في أشد المعارك صعوبة.
رغم الألم الذي أصاب أبناء قطاع غزة باستشهاد رجال القسام الستة إننا نشعر بالطمأنينة أن هناك من يسهرون على راحة شعبهم وأمتهم، ولديهم الاستعداد للموت شهداء من أجلهم.
انخفضت الشائعات حول هذا الحدث إلى حد كير جدًّا، وتركز اعتماد الجمهور على المعلومات من مصادرها الأصلية الموثوقة (القسام)، ما يدل على وعي أمني عالٍ لدى الجمهور الفلسطيني عند التعاطي مع هذا النوع من الأحداث.
إنكار الاحتلال صلته بهذه العملية غرضه التغطية على فشله، وعدم الرغبة بالاعتراف مرة أخرى بتحقيق القسام نجاحًا جديدًا في معركة الأدمغة التي يخوضها ضد أجهزة أمن الاحتلال.
ما زالت معارك الأدمغة مع الاحتلال مستمرة، وعلى أجهزة أمن المقاومة أن تكون جاهزة على الدوام، وأن تزيد من كفاءتها، وتتخذ ما يلزم من احتياطات إضافية لتقليل خسائرنا ما أمكن ذلك، وعلى الجمهور أن يتحلى بالحكمة أكثر وأكثر عندما يتعامل مع هذا النوع من العمليات، ويعذر رجال المقاومة على سريتها وضبطها مسار المعلومات.