قائمة الموقع

​الشهيدان عمرو وبلال يرافقان والدتهما في مسيرة العودة يوميًّا

2018-05-06T06:52:00+03:00

لم يغب الشهداء الذين ارتقوا إلى ربهم عن مسيرة العودة, بل كانوا حاضرين بصورهم التي تزين خيام عوائلهم, وحاضرين في عقول أمهاتهم اللواتي أصررن على أن يوصلن رسالة إلى الأحياء، بأن دماء هؤلاء الشهداء هي وقود المعركة القادمة.

صورتا الشهيدين عمرو وبلال نصار كانتا تزينان خيمة "بربرة" التي نُصبت على أرض مخيم العودة شرق مخيم البريج، وأم الشهيدين الحاجة زكية نصار (68 عامًا) تجلس بين حفيداتها, تستعيد في ذهنها تفاصيل استشهاد ابنيها، مرةً تُتمتم، وأخرى تتحدث بصوت مرتفع، ومن عينيها تنحدر دموع صامتة، وتتنقل بنظرها بين صورتي عمرو وبلال المعلقتين على أحد أعمدة الخيمة في أرض مسيرة العودة.

روحاهما ترافقنا

تقول الأم الثكلى لـ"فلسطين": "استشهد عمرو في اليوم الثالث عشر من الحرب الأولى على قطاع غزة, كان عمرو ينتظر أذان المغرب ليفطر، لكنه زُفّ إلى الحور صائمًا".

وتضيف: "أما بلال فاستشهد في معركة العصف المأكول, لطالما حلم بالشهادة في سبيل الله، ولطالما تمنى اللقاء بشقيقه عمرو الذي سبقه, وقد نال ما أراد، رحمهما الله".

صمتت قليلًا كأنها تعبت من الكلام, مسحت بيدها على وجهها, ثم عادت لتستأنف حديثها: "بلال وعمرو كانا من الشباب الثائرين فداء للوطن, إنهما شهيدان، لكن روحيهما ترافقاننا اليوم هنا في مخيمات العودة, كانا من المحبين للمشاركة في مثل هذه المسيرات, لا أعتقد أنهما تخلفا عن أي مسيرة سلمية نظمت في المنطقة الوسطى, روحاهما تعلقتا بالوطن، كل ما كانا يسعيان إليه هو تحرير فلسطين من أيدي من أخذها بالقوة رغمًا عنا".

وبعد أن أخذت نفسًا طويلًا هو أقرب إلى التنهد الحزين تقول: "نحن مظلمون, طردنا الاحتلال من ديارنا, وأخذ بلادنا, وها نحن هنا لنثبت للعالم أننا لسنا صامتين، ولن نصبر على هذا الظلم أكثر من ذلك".

وتضيف: "إننا على سبيل الشهداء سائرون، نأتي باستمرار إلى مخيم العودة شرق البريج لتكون دماء ابنينا وقودًا لمعركة جديدة مع المحتل، وحافزًا إلى الشباب نحو العودة والتحرير".

"قررت اصطحاب ابنيّ الشهيدين، إلى جانب أبنائي الأحياء، وأحفادي الصغار، لنقول للعالم إن بربرة التي أُخرجنا منها هي حقنا، وحق أبنائنا وأحفادنا، وإن دماء شهدائنا لم تذهب هدرًا"، والكلام لأم الشهيدين.

سنعود

بالقرب من صورة عمرو تقف بنات أخته، ويرتدين ثوبًا فلسطينيًّا مطرزًا بالحرير الأحمر، ويحدثن خالهن عما يشاهدنه في مسيرة العودة, تقول إحداهن: "والله يا خالو أنا وقفتُ على التلة التي أمام قناص الاحتلال، وما خفت, عصبت الكوفية على رأسي, ورفعت علامة النصر, أنا شجاعة مثلك, أنا على يقين أنك ما زلت على قيد الحياة، فإن لم يكن جسدك بيننا فروحك معنا".

وتكمل الطفلة حديثها مع خالها: "بالتأكيد، أنت تعرف أننا نكون هنا شرق البريج كل يوم, ونجلس في خيمتنا, سوف نعود لقريتنا (بربرة)، سنعود للأرض التي ضحيت بروحك لأجلها".

"عائدون رغم سيل الدم" شعار رفعته عائلة نصار أمام خيمتها في مخيم العودة على السياج الشرقي, هذا هو الإصرار على العودة إلى أرض سُلبت بالقوة.

اخبار ذات صلة