اعتبر مواطنون مقدسيون، مشاركة فريقين من الإمارات والبحرين في ماراثون للدرجات الهوائية في القدس المحتلة، بالتزامن مع ذكرى السعبين للنكبة الفلسطينية، بمثابة "طعنة جديدة في ظهر" القضية الفلسطينية.
وشدد هؤلاء في أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين"، على أن التطبيع العربي يصبّ في خدمة مصالح الاحتلال الإسرائيلي، باعتباره يُضفي شرعية على دولته، ويغطي على جرائمه المستمرة بحق شعبنا الفلسطيني.
وكان ناشطون قد دشنوا وسماً على منصات التواصل الاجتماعي بعنوان: "#اسحبوا_دراجاتكم"، في محاولة منهم للضغط على الدولتين الخليجيتين لإجبارهما على الانسحاب، لكن أبوظبي والمنامة أصرتا على المشاركة في السباق.
ضرب صمودنا
ويقول المقدسي إيهاب الزغير (27 عاماً) من سكان البلدة القديمة في القدس المحتلة: "لم أكن أتصور أن يأتي عربي إلى القدس المحتلة ليشارك الصهاينة بمناسبة ذكرى قيام دولتهم، فنحن في القدس المحتلة نتوقع من أمتنا العربية الدعم وإسناد الظهر لا ضرب صمودنا وثباتنا".
وأضاف الزغير: "مع أن المشاركين لا يمثلون رأي أمتنا وعروبتنا وإسلامنا، إلا أن مشاركتهم تؤذينا، فالإعلام العبري سلط الضوء عليهم وضخم مشاركتهم وكأنها تشكل ظاهرة في أمتنا العربية والإسلامية".
من جهته، أكد عضو لجنة الدفاع عن المقدسات الناشط المقدسي فخري أبو ذياب، أن مشاركة فرق من الإمارات والبحرين -ولو كانت شاذة عن الموقف العربي العام-، إلا أنها ضخمت بشكل كبير جدًا وخصوصًا أن المناسبة تتمثل بقيام دولة الاحتلال على حساب شعبنا الفلسطيني.
وقال أبو ذياب: إن هذا الاحتفال وبمشاركة عربية ولو كانت محدودة، يعطي انطباعًا سيئًا، ونحن نعلم أن الكلّ العربي والإسلامي ضدّ هذا التطبيع المقيت، إلا أن محاربة هذه الظواهر الشاذة يجب أن تكون حتى لا تصبح ظاهرة عامة".
وأضاف: "نحن نواجه احتلالًا عنصريًّا لا يوجد مثله في العالم، وعلى العرب والمسلمين الوقوف بجانب المقدسيين أولًا، باعتبارهم خط الدفاع الأول عن القدس والأقصى، فبعد عزل القدس عن محيطها الفلسطيني لم يعد أحد يستطيع الوصول إليها إلا من خلال معابر أمنية مشددة".
بدوره، اعتبر الناشط المقدسي ماهر أبو السعود أن مشاركة فرق عربية في ماراثون بمناسبة مرور 70 عامًا على قيام دولة الاحتلال، خيانة جديدة بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، و"طعنة جديد في ظهر" القضية الفلسطينية.
وقال أبو السعود: "نحن في القدس لا نلقي بالًا لهؤلاء المطبعين، ولن يكون لهم تأثير، فأهل البحرين والإمارات يعارضون مثل هذه المشاركة إلا أن بعض مرضى النفوس ينخرطون في هذه المشاركة الخيانية".
أما المقدسي عبد الله غيث، فقد أكد أن المقدسيين متمسكون بحقهم في البقاء في مدينتهم بالرغم من إجراءات الاحتلال، بينما يأتي بعض العرب الذين باعوا ضمائرهم للقدس مطبعين محتفلين بقيام دولة احتلت المسجد الأقصى وتريد بناء الهيكل المزعوم أنقاضه".
وأضاف غيث: "هذه كارثة دينية وقومية ووطنية حلّت بنا في ظل تردٍ عربي في المنطقة، فبعد قهر الشعوب جاء دور المطبعين مع الاحتلال العنصري".