قائمة الموقع

بحث "الاحتلال" ملف مفقوديه خطوة نحو "خضوعه" للمقاومة

2017-01-04T07:36:11+02:00
صورة أرشيفية

رأى مراقبان أن بحث المجلس الوزاري المصغر لحكومة الاحتلال "الكابينت" ملف جنوده المفقودين في غزة، بمثابة بداية اهتمام المستوى الرسمي الجدي بالملف، وخطوة في طريق خضوع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لمطالب المقاومة الفلسطينية.

وأقر "الكابينت" سلسلة خطوات عقابية بحق أسرى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وشهدائها؛ في محاولة للضغط على الحركة للإفراج عن الجنود الأسرى لديها في غزة.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن "الخطة العقابية أقرت بالإجماع، واشتملت على تشديد ظروف اعتقال أسرى حماس وتقليص زياراتهم، ووقف إعادة جثث منفذي العمليات المنتمين للحركة ودفنهم في مقابر الأرقام، وإعادة اعتقال محرري صفقة "وفاء الأحرار".

المختص في الشأن الإسرائيلي د. صالح النعامي، أوضح أن ما صدر عن "الكابينت" هو ناتج عن الضغط الجماهيري الذي قادته عائلات الجنود المفقودين في غزة، وإحداث ضجة كبيرة في وسائل الإعلام.

ولفت إلى أنها خطوة تتوقف على نطاق الرأي العام؛ وإن تحفظت القيادة العسكرية وقيادة الاستخبارات وجيش الاحتلال الإسرائيلي، على القرارات واعتبرت أنها ستأتي بآثار عكسية، قائلا: "ما يحدث هو بداية اهتمام على المستوى الرسمي الإسرائيلي في ملف الجنود المفقودين".

وقال النعامي لصحيفة "فلسطين": "رغم مطالبة عائلات الجنود بتشديد العقوبات على أسرى حماس، فهي أيضا معنية بمعرفة مصير أبنائها، لذلك الخطوات تعد ردود فعل آنية، وتعكس نقطة ضعف حكومة الاحتلال، والتي تبين أنها لم تُقْدِم على أي خطوة عملية حقيقية في ملف الجنود رغم تطميناتها لعائلاتهم".

وتابع: "عقد الكابينت لا يعني بالضرورة بحث قرارات حاسمة، كشن عملية عسكرية مثلا، فهم أساسا سقطوا في عملية عسكرية".

ورأى أن ما يدور هو بداية لمرحلة جديدة في ملف الجنود، تخضع لمسألة "عض الأصابع" بين حماس والاحتلال، ومن الذي يتراجع ويخضع أولا؟، قائلا: "نهاية الأمر وعند عقد صفقة، تعرف (إسرائيل) جيدا أنه من المستحيل مقايضة جثث مقابل جثث، كما أن المقاومة يجب أن تكون أكثر موضوعية في هذا الملف".

ولفت النعامي إلى أن هذا الملف في بدايته -بداية الاهتمام الإسرائيلي الجدي في الملف-، في ظل مواجهات كبيرة داخل الحكومة، واتهام نتنياهو بالتنازل في صفقة شاليط.

بدوره، أوضح المحلل السياسي مصطفى الصواف أن ما صدر عن الكابينت سياسة متبعة قبل انعقاده، من تضييق على الأسرى والتفتيش العاري والتفتيش الليلي والعزل، قائلا: "هذه السياسة متبعة ضد كل الأسرى ولذلك لا أعتقد أن هذه القرارات يمكن أن تبتز المقاومة أو تؤثر على الأسرى وتدفعهم لمطالبة المقاومة بالاستجابة لما يهدف إليه الاحتلال".

وتابع: "أما موضوع جثامين الشهداء فهي محتجزة، وقد أفرج عنهم على مراحل وتم تسليمهم لذويهم بعد عام من الاحتجاز، ثم هناك العشرات في مقابر الأرقام، وأعتقد أن دفن جثامين الشهداء في فلسطين المحتلة هو تدشين أول للعودة، ولن يكون له أثر على سقف المقاومة ومطالبها".

وأوضح الصواف لصحيفة "فلسطين"، أن رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" عندما أسرت المقاومة جلعاد شاليط، جرب التسويف والمماطلة والقتل والتضييق على الأسرى، فثبتت المقاومة على موقفها وانصاع نتنياهو لمطالبها وتفاوض وكانت صفقة وفاء الأحرار.

وقال: "اليوم إذا كان نتنياهو يعتقد أن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تثني القسام فهو واهم وفي النهاية لن يجد إلا التفاوض غير المباشر مع حماس والقسام إذا أراد عودة جنوده، كما أن المقاومة لن تتوقف عن سياسة الأسر".

وحول نشر كتائب الشهيد عز الدين القسام مقطعي فيديو حول جنود الاحتلال المفقودين في غزة، قال: "القسام متابع جيد للشأن الإسرائيلي، استثمر الوقت المناسب وهو حراك الرأي العام وانعقاد الكابينت للمرة الأولى لدراسة كيف يمكن إرجاع جنوده، وذلك استثمارا للوقت بهدف خلط الأوراق على طاولة الكابينت وكذلك تحريك الرأي العام الذي بدأ يتململ للضغط على المستوى السياسي في (إسرائيل) لفتح الملف بعد عامين ونيف".

اخبار ذات صلة