فلسطين أون لاين

​المسن "عدنان أبو لبدة" يدعم مسيرات العودة بـ"أطباق المفتول"

...
رفح - ربيع أبو نقيرة


رفح/ ربيع أبو نقيرة:

ما إن انتهى المصلون من أدائهم صلاة الجمعة بمخيم العودة شرق محافظة رفح، جنوب قطاع غزة، حتى وقف المسن عدنان عبد الحي أبو لبدة يدعوهم للبقاء بأماكنهم من أجل تناول طعام الغداء.

ما هي إلا لحظات حتى امتدت وجبات "المفتول" إلى صفوف المتظاهرين الذين تركوا ما في بيوتهم وجاؤوا للمشاركة في "جمعة عمال فلسطين".

ويعتبر المفتول أحد الأطباق الشعبية الفلسطينية، ويتكون من حبيبات أو كرات المفتول الصغيرة التي يتمّ إعدادها يدويا، ويتم تحضيره في المناسبات الشعبيّة كما يقدم في الأعياد.

وأصبح والد الشهيد أشرف أبو لبدة علما في مخيم العودة شرق رفح، ويشار إليه بالبنان لحضوره الدائم والمبكر إلى أرض المخيم، وشجاعته الكبيرة سيما أنه يتقدم صفوف المتظاهرين، غير آبِه بقمع الاحتلال لهم بالرصاص الحي والغاز السام المسيل للدموع.

كما عُرف عن صاحب الـ(68 عامًا) ابتداع وسائل جديدة في كل جمعة، يعبر من خلالها على تمسكه بحق العودة إلى بلدته الأصلية "يبنا" المحتلة عام 1948.

وظهر نجمه في أول جمعة مع بدء فعاليات مسيرة العودة الكبرى شرق رفح، عندما رفع العلم الفلسطيني ولوح بها أمام جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين خلف التلال الرملية وقناصته، وعلى بعد أمتار قليلة منهم.

وحضر أبو لبدة إلى أرض المخيم قرابة الساعة السادسة صباحا، مع عائلته، شقيقته وزوجته وبناته وأبنائه وزوجاتهم وأحفاده، للمشاركة في فعاليات الجمعة السادسة بمسيرة العودة الكبرى.

وأحضرت عائلته مستلزمات صناعة الأكلة الشعبية "المفتول" إلى أرض المخيم، كالغاز من أجل الطهي، والطحين وهو المكون الأساس في طبق المفتول، ومستلزمات أخرى، تدخل في صناعته.

وبدأ الفريق المكون من بناته وزوجته وشقيقته بصنع المفتول صباحا، ليكون جاهزا قبل أذان الظهر، من أجل تقديمه كوجبة غداء للمتظاهرين الذين حضروا مبكرا للمخيم.

أبو لبدة قال في حديثه لصحيفة "فلسطين": "اليوم صنعنا المفتول قرب الخط الزائل، وكلنا أمل بأن نصنعه ونأكله في أراضينا المحتلة وهي محررة بإذن الله"، موضحا أنه يشارك في مسيرة العودة للجمعة السادسة على التوالي.

ولفت إلى أنه صنع أطباق المفتول لإطعام المتظاهرين رحمة عن أرواح شهداء مسيرة العودة الكبرى، قائلا: "أريد لهذه الحشود أن تتذكر الشهداء الذين رووا بدمائهم تراب الوطن من أجل حق العودة، وتدعو لهم بالرحمة".

وأشار أبو لبدة إلى أنه رغم استغراقه وقتا طويلا في صناعتها إلا أنها "أكلة لذيذة محببة للجميع"، قائلا: "أنا سعيد بوجودي في مخيم العودة، وأكون سعيدا أكثر عندما أقدم شيئا لدعم صمود المتظاهرين".

وتابع: "شاركت في الأسابيع الماضية وسأشارك في الأسابيع الآتية، مع أبنائي وأحفادي، لأغرس فيهم حب الوطن"، داعيا أبناء شعبنا الفلسطيني إلى ذل الجهد قدر المستطاع من أجل دعم واستمرار مسيرة العودة حتى تحقيق أهدافها بالعودة إلى ديارنا.

وتختلف بعض المكوّنات في تحضير طبق المفتول بحسب القرى والمدن الفلسطينية، لكن البرغل والدقيق الأبيض والدقيق الأسمر الفلفل والكمون والملح واليخني واللحم أو الدجاج البلدي أو البط، جميعها من المكونات الأساسية للمفتول، وفق زوجة المسن أبو لبدة.

وأوضحت في حديثها لصحيفة "فلسطين" أن اليخني التي تزين طبق المفتول مكونة من اليقطين، البصل، الطماطم، الجزر، الحمص، مرق اللحم، الفلفل والملح، مشيرة إلى أنها وعائلتها مستمرون في دعم مسيرة العودة من خلال المشاركة الدائمة بفعالياتها.