فلسطين أون لاين

​طلبة غزيون يتحضرون للامتحانات في "مخيم العودة"

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

يصل العام الدراسي نهايته في قطاع غزة مع دخول مسيرة العودة وكسر الحصار شهرها الثاني، لكن ذلك لم يمنع طلبة غزيين من المشاركة في المسيرة في جمعتها السادسة مصطحبين معهم مقرراتهم الدراسية للقراءة في المخيم، قرب موقع أبو صفية شمال قطاع غزة.

وتحت ظل إحدى الخيام المنصوبة داخل ساحة المخيم جلس عبد الحي أبو عبدو برفقة طفليه محمد وعلاء، محاولا مساعدتهما على إنهاء تحضيراتهما الخاصة لامتحان التربية الإسلامية الذي سيخضعان له اليوم في إحدى مدارس مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، في أولى الامتحانات النهائية للعام الدراسي 2017-2018.

وعلى الرغم من اشتداد درجة الحرارة وإقدام جنود الاحتلال الإسرائيلي المتركزين خلف التلال الرملية على إطلاق قنابل غاز مسيلة للدموع على المتظاهرين السلميين قبالة السلك الفاصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، ولكن الطفلين محمد (الصف السادس) وعلاء (الصف الخامس) بعام كانا منغمسين في دراستهما.

وعن سبب حضور الوالد مع طفليه إلى المخيم في جمعة "عمال فلسطين الصامدين"، تحدث عبد الحي بالقول "أعلم أن التركيز في القراءة يكون هنا شبه غائب، ولكني اضطررت للنزول عند رغبة محمد وعلاء بالمشاركة بالمسيرة وعدم الانقطاع عنها منذ انطلاقها في الثلاثين من شهر مارس/آذار المنصرم".

وأضاف أبو عبدو في حديثه لصحيفة "فلسطين" "أبدى محمد وعلاء حرصا كبيرا على الحضور، ولكني اشترطت عليهما إنجاز مقرراتهما الدراسية.. وقد كانا على قدر المسؤولية فخلال إجازة يوم العمال انكبا على الدراسة حتى تفاجأت صباح اليوم بإلحاحهما الشديد للخروج نحو مخيم العودة رغم ارتفاع درجة الحرارة فضلا عن بعد المسافة".

بينما يقول الطفل محمد، الذي كان يجلس تارة قرب والده أمام كتابه وأخرى على تلة تطل على ساحة المخيم المقابلة للسلك الفاصل، "أنا هنا منذ الساعة العاشرة صباحا.. طوال الأسبوع الماضي قرأت كل ما هو مطلوب مني واليوم جئت كي أراجع المنهج استعدادا للامتحان وللمشاركة في المسيرة كالعادة".

في حين عبر شقيقيه علاء، الذي يصغر محمد بعام عن سعادته الكبيرة لمشاركة في المسيرة وعدم تسجيل أي انقطاع عنها منذ انطلاقها في 30 مارس/ آذار الماضي، قائلا "مثل ما الشبان بدافع عن أرضهم بالحجارة أحنا كمان بندافع عن فلسطين بالقراءة والكتب".

وعلى مسافة غير بعيدة عن مكان جلوس أبو عبدو مع طفليه، كانت أم محمود وشاح تساعد طفلها "زين" ابن العشرة أعوام على اتمام مراجعة منهاجه الدراسي استعدادا للامتحانات النهائية.

وأوضحت أم محمود لصحيفة "فلسطين" أن خروجها للمشاركة في الجمعة السادسة لمسيرة العودة برفقة عدد من أفراد أسرتها، كان لسببين الأول رغبة منهم في تعزيز المشاركة الشعبية بالمسيرة، والثاني يرجع إلى رغبتهم بالهروب من المنزل في ظل اشتداد درجة الحرارة مصطحبين معهم المقررات الدراسية الخاصة بالطلبة.

وعبرت أم محمود عن استعدادها لاصطحاب طفلها مرة أخرى إلى "مخيم أبو صفية" نهاية الأسبوع بهدف مذاكرة مقرر الدراسات الاجتماعية، والذي يحتوي دروس حول القضية الفلسطينية بما فيها حق عودة اللاجئين إلى أراضيهم وبلداتهم المهجرة، فيجتمع حينها "العلم مع الواقع".

تجدر الإشارة إلى مسيرة العودة وكسر الحصار تميزت منذ الأيام الأولى لانطلاقها في قطاع غزة بمشاركة عائلات غزية بكامل أفرادها كبارا وصغارا، في صورة تعكس مدى تلاحم مختلف الفئات المجتمعية مع المسيرة وأهدافها.