فلسطين أون لاين

​بالتمثيل والتقليد.. يشحذ "أبو يوسف" الهمم

...
غزة - صفاء عاشور

لم يكتفِ الفنان عدنان أبو يوسف باستعراض مواهبه أمام الكاميرا، إنما قرر أن ينقل أداءه الفنيّ إلى مخيمات العودة المُقامة عند الحدود الشرقية لقطاع غزة، ضمن مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار.

فالرسالة الفنية حسب رأيه، تعتمد على الوصول إلى قلوب الناس والترفيه عنهم بشتى الصور والأشكال، وهو ما يقوم به من خلال العروض المسرحية التي يقدّمها، وفقرات التقليد لأبرز الشخصيات الفلسطينية، وذلك في مخيمات العودة.

يعبّر عن الشوق

أوضح الفنان أبو يوسف أنه لبّى، كغيره من الفلسطينيين، نداء العودة، في الثلاثين من آذار الماضي، لإيمانه المطلق بأن المشاركة في مسيرة العودة واجب وطني وأخلاقي.

وقال في حديث لـ"فلسطين": "منذ أن وطأت قدمي أرض مخيم العودة، أخرجت ما في جعبتي كفنان".

وأضاف: "أنا فلسطيني بسيط أنتمي لبئر السبع، وكلي شوق وحنين لتلك الأرض التي أحلم بالعودة إليها ذات يوم، تمامًا كما يحلم بذلك والدي وجدي"، متابعا: "الفن يعبرّ عن هذا الشوق، وعن التمسك بحق العودة، خاصة إذا كان على الحدود".

وواصل: "عندما يؤدي الفنان أعماله الفنية في مخيمات العودة، فهو يستحضر مختلف أشكال معاناة الشعب الفلسطيني، فالأرض قريبة جدا، وجنود العدو على بعد أمتار قليلة".

أبو يوسف تجرّع من كأس الإصابات بنيران الاحتلال في أحداث سابقة، إذ أصيب برصاصة بجوار القلب، واستنشق الغاز المسيل للدموع، ومع ذلك لا يتردد في المشاركة في مسيرة العودة.

وبيّن: "كفنان فلسطيني في مجال الدراما والمسرح والتقليد والرسم، أخدت على عاتقي أن استمر لحين أن يمل العدو ويخرج من أرضي، إصاباتي القديمة، والمشاكل الصحية الأخرى، لا تعني لي الكثير أمام أهمية المسيرة".

لا مثيل له

وعن رد فعل المشاركين في مسيرات العودة على تجاه ما يؤديه من فنون، أوضح: "إقبال الجماهير رائعٌ للغاية، ومن جميع الفئات"، مشيرًا إلى أن "من أجمل المشاركات الجماهيرية كانت مشاركات كبار السن ممن عايشوا النكبة والذين لا يزالون يحملون الكثير من القصص والأخبار التي تستحق أن تُسرد وتُسمع".

ولفت إلى أن "المشاركين في مسيرة العودة اعتادوا أن يجدوا كل يوم فعاليات جديدة تحمل، وهذا يساهم في استمرار توافدهم إلى مخيمات العودة".

ووصف التفاعل بين الممثلين والموجودين في خيام العودة بأنه "تفاعل لم يسبق له مثيل"، موضحا أنه يعمل في مجال المسرح منذ عام 1993، ولم يرَ خلال هذه السنوات تفاعلًا مشابهًا.

وقال أبو يوسف: للفن دور فعال في شحذ الهمم وزيادة الثقافة وحب الأرض والتراث والتمسك بحق العودة، وذلك من خلال العروض المسرحية التي تتحدث عن الهجرة والخيمة والعودة للديار".

وأضاف: "مثل هذه الفعاليات هي بمثابة الأرضية الحاضنة للمشاركين وتساعد على استمرارية مسيرة العودة، خاصة أن في تجديد الفعاليات وتوزيع الجوائز أصبحت الخيام محطة أساسية للترفيه وهذا ما يغيظ العدو الإسرائيلي".