يعلم أن الطريق الذي اختاره صعبًا، فقد أخذته هوايته إلى مهنة البحث عن المتاعب، التي لا راحة ولا هناء فيها، انطلق في عالم التصوير الصحفي بعدما قاده الشغف نحو تعلمه، واليوم يخاطر بحياته من أجل إيصال صوت الفلسطينيين، ومطالبهم، وحقهم بالعودة إلى أراضيهم التي هجروا منها، وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي فيما يتعلق بنهجه في التعامل مع مسيرات العودة بأسلحة محرمة دوليًّا، إذ يتوجه يوميًا إلى مخيم العودة على الحدود الشرقية لمدينة غزة، ليوثق كل ما يحدث هناك بعدسة كاميرته، وذلك منذ انطلاق مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار.
عبد الرحمن الربعي (19 عامًا) يسكن في مدينة غزة، وهو طالب جامعي يدرس القانون، كان يمارس التصوير كهواية، ومنذ ما يقارب العامين، اقتحم مجال الصحافة، واختار التصوير على وجه الخصوص، وحاليًا يعمل مصورًا في وكالة شهاب، ويتولى تصوير أحداث مسيرة العودة، من نقطة صفر على الحدود، ببث مباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
قال الربعي لـ"فلسطين": "أعمل على نقل جرائم الاحتلال بحق مسيرات العودة، واستخدامه العنف والأسلحة المحرمة دوليًا ضد أبناء الشعب الفلسطيني الذي يمارس حقه السلمي في المطالبة بحقوقه".
ورغم إدراكه لحجم الخطر المحدق بالصحفيين الذين يغطون مسيرات العودة، وتعمد الاحتلال استهدافهم دون أن يلقى بالًا للقوانين الدولية التي تنصّ على حمايتهم، إلا أن الربعي يصر الوجود في الميدان يوميا، فيخرج من بيته من الساعة الثامنة صباحًا ولا يعود إلا بعد منتصف الليل.
وأوضح أنه قبل أن يجارف باقتحامه عالم التصوير، كان يدرك أنه متجهٌ نحو "مهنة البحث عن المتاعب"، والتي يتعرض بسببها الصحفي والمصور للخطر في سبيل الوصول للحقيقة، ونقلها للمجتمع العربي والغربي، مبينا أنه حدد معالم طريقه، وهي "عدم الحياد عن الحق حتى الوصول إلى النصر أو الشهادة وهو حاملًا كاميرته ينقل الحقيقة".
في الجمعة الماضية، كان الربعي برفقة الصحفي "عبد الرحمن الكحلوت"، وتم إطلاق النار تجاههما، فتراجعا إلى الخلف، ومع ذلك استمر جنود الاحتلال في إطلاق النار حتى أصيب الكحلوت.
"كان واضحا أننا مصوران صحفيان، لكن الاحتلال يتعمد استهداف الصحفيين ليتراجعوا عن عملهم في توثيق الأحداث والانتهاكات بحق الفلسطينيين، ونقل الحقيقة للعالم الغربي بدلًا من الصورة المغلوطة التي تصله من الإعلام الإسرائيلي"، وفق قوله.
