قائمة الموقع

​رغم كل شيء.. مدبَّرة

2018-05-03T07:34:55+03:00

"دبّرها.."، تلك الكلمة التي تداولَها الشباب في مخيمات العودة شمال قطاع غزّة بطريقةٍ عفوية، باتت "هاشتاج" يستخدمونه في كثير من المواقف، فما القصّة لكلمة "مدبرة"؟

يبتسم الشاب محمود (اسم مستعار)، وهو واحدٌ من شباب وحدة الكاوشوك وقصّ السلك ويروي لـ"فلسطين": "لقد باتت تلك الكلمة أكثر المصطلحات المتكرّرة على ألسِنتِنا لكثرة ما كنا نفتقد الأشياء ولا نجِدها خاصة وأن مخيمات العودة مناطق بعيدة عن أماكن السكن".

ويوضح أنهم حين بدؤوا يشاركون في مسيرات العودة ويبيتون في الخيام ويفكّرون في أعمالٍ تُرهِق المحتل الإسرائيلي القابع خلف السياج الحدودي، ثم يشعرون بالجوع مثلًا، ويتفاجؤون بأنهم نسوا سكين الطعام فيُطلَب من أحدهم أن يحضر سكينًا، وهو بدوره يتساءل متعجّبًا: "من أين آتي بسكين؟ فيكون ردّ الجميع (دبّرها..)، بمعنى أحضرِها دون أن تشغل بالَنا، المهم أن تحضرها, وهكذا..".

الأمر لا يتعلق بسكين طعامٍ بسيط فقط، بل بأشياء أكثر أهمية وعمقًا في خيام مسيرات العودة الكبرى، مثل إطارات السيارات والسلك الحدودي والقطّاعات، وغيرها..

ويقصد محمود أنهم بتلك الكلمة لم يتركوا عقبةً تواجههم، أو تمنع مسيرهم، وإن واجهتهم يحلّونها بأي طريقةٍ كانت، معبرًا: "أردنا أن تتسم تلك المسيرات بالسلاسة والبساطة، فنحن مؤمنون بها وبفاعليتها في إرهاب المحتلّ رغم سلميتها، إيماننا بحقّنا في العودة لأراضينا وبلادنا المسلوبة".

لقد باتت تلك الكلمة تدفعهم للابتسام كلما خرجت عفوًا من أحدِهم، يعلق محمود: "حقيقة حينما رسمنا في أذهاننا ووضعنا النيّة أننا سنذلل كل العقبات للاستمرار في مسيرات العودة، كان لنا ذلك، والله لن يخذل أحدًا وثق بربِه، وهذا ما يحدث معنا في مسيرات العودة التي ستكون خطوة حقيقية نحو العودة للبلاد بإذن الله".

اخبار ذات صلة