بدأت قصة ارتباط المسعف المتطوع معاذ عبد الرازق الرقب، بالمسعفة المتطوعة هديل فريد النجار، من ساحة معركتهما بإنقاذ المصابين والجرحى بمخيم العودة شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة.
دق قلب الشاب الرقب بخفقان لزميلته النجار التي عملت معه ضمن فريق من المتطوعين الذين يتقدمون الصفوف عند كل حادثة اعتداء على المتظاهرين السلميين في المخيم.
وسادت أجواء الفرح حفل عقد القران بينهما في أكبر الخيم المنصوبة في المخيم والتي تستقبل الزوار والشخصيات على مدار الساعة، فيما علت أصوات الزغاريد التي أطلقتها النسوة وصديقات العروس ابتهاجا بها.
وأتمّ المأذون الشرعي عقد الزواج بين العروسين بحضور ذويهم وجمع من أعيان خان يونس ومخاتيرها، أمام وسائل الإعلام التي حضرت لنقل مشهد الحب على وقع مسيرة العودة الكبرى وفي خيامها.
وألبس العريس "معاذ" عروسه "هديل" خاتم الزواج، معلنا بذلك ارتباطه بها ورغبته بأن تكون شريكة حياته، تُكوِّن معه عش الزوجية، "وتعيش معه على الحلوة والمرة".
أما الوحدات الميدانية العاملة في أرض المخيم، وحدة الكاوشوك ووحدة التصدي لقنابل الغاز ووحدة قص السلك ووحدة الأطباق الطائرة، جميعها زفت العريس في موكب جاب أرض المخيم.
وأعرب العروسان في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" عن سعادتهما البالغة بإتمام عقد الزواج، على أرض مخيم العودة والذي بدأت فيه قصة حبهما، لينثرا الأمل ويعليا صوت الأفراح من وسط الألم والجراح.
العريس الرقب أوضح أنه التقى بعروسه في الميدان، قائلا: "أعجبني فيها جرأتها وشجاعتها وإقدامها على إنقاذ المصابين والجرحى رغم اعتداءات قوات الاحتلال على المسعفين وتعمد استهدافهم".
وتابع: "رأيت إصرارها على إكمال رسالتها الإنسانية في إسعاف المصابين رغم إصابتها عديد المرات بالغاز المسيل للدموع، ورأيت فيها الأخلاق الحميدة والاتزان، فقررت الارتباط بها".
ودعا الشباب المقبلين على الزواج لعقد قرانهم في مخيمات العودة لإيصال رسالتهم للعالم أننا شعب يحب الحياة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن حفل عقد القران في المخيم يؤكد على سلمية مسيرة العودة الكبرى.
أما عروسه النجار، فأوضحت أنها تطوعت لإنقاذ المصابين من اليوم الأول لفعاليات مسيرة العودة، مشيرة إلى أنها تعرفت على معاذ بعد أربعة أيام في ساحة الميدان.
وذكرت أن الاحتلال قنص شابا قرب السياج الفاصل فهرعت إليه لإنقاذه، قائلة: "تقدمت نحو الجنود وسلمت نفسي برفع الراية البيضاء من أجل إنقاذ الشاب، وهناك بدأت حلقة التعارف مع معاذ".
وتابعت: "تحدث إلي ثم إلى أهلي، إلى أن تم عقد القران".
وأضافت: "نعلن ارتباطنا وفرحتنا من أرض المخيم، فمن ساحته كانت البداية وبين خيمه أردنا أن نكمل الطريق نحو الحياة".
وأكدت أنها وخطيبها مستمران مع فرق المسعفين المتطوعين في إسعاف المصابين وتقديم العلاج اللازم بشكل أولي للجرحى، جراء اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المتظاهرين السلميين بمسيرة العودة الكبرى.

