فلسطين أون لاين

اغلاق معبر رفح يعصف بموسم العمرة في غزة للعام الرابع

...
غزة - جمال غيث


"لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك لبيك.." تلبية صدحت بها حناجر عدد من الراغبين في أداء مناسك العمرة من سكان قطاع غزة، حول مجسم للكعبة المشرفة، وضعوه أمام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

وطاف هؤلاء، مرتدين ملابس الإحرام حول مجسم الكعبة، كجزء من فعالياتهم للتعبير عن رفضهم وحرمانهم من أداء مناسك العمرة منذ أربعة أعوام متواصلة.

ورفعوا خلال الوقفة الاحتجاجية أمام مقر الوزارة غرب مدينة غزة، أمس، أعلام فلسطين ومصر والسعودية، ولافتات كتب عليها: "غزة بلا سياحة.. بلا معابر.. غزة تموت"، وأخرى تناشد العاهل السعودي والرئيس المصري ورئيس السلطة بتمكينهم من السفر لأداء مناسك العمرة.

ويترقب السبعيني جمال نصار وزوجته، على أحر من الجمر تحديد موعد من قبل المسؤولين لاستئناف تسيير رحلات العمرة المتوقفة منذ أربعة أعوام.

ويقول نصار لصحيفة "فلسطين" بحزن: "أخشى أن أفارق الحياة، وأنا أنتظر السماح بأداء العمرة"، داعيًا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للوقوف إلى جانب أهالي القطاع وفتح معبر رفح لتمكينهم من السفر لأداء مناسك العمرة.

كما يترقب فاروق مرتجي، موعدا محددا، لاستئناف رحلات العمرة من قطاع غزة.

وعبر مرتجى (67 عامًا)، وهو يرتدي ملابس الإحرام، عن أسفه لعدم السماح لأهالي القطاع بالسفر لأداء مناسك العمرة منذ أربعة أعوام، متسائلًا: "لماذا نحرم من أداء مناسك العمرة؟!، وما الخطر الذي نشكله؟!".

ولا يختلف الحال كثيرًا عن الستيني أكرم جودة، الذي دعا الرئيس السيسي لفتح معبر رفح البري وتمكين أهالي القطاع من السفر، كما ناشد رئيس السلطة محمود عباس، التدخل العاجل والسماح لهم بالسفر ومساواتهم أسوة بأهالي الضفة الغربية.

ويشير جودة إلى أنه يداوم على الحضور لشركات الحج والعمرة ووزارة الأوقاف للاطلاع على آخر المستجدات حول ملف العمرة.

فشل الموسم

بدوره، أكد ممثل جمعية وكلاء السياحة والسفر في قطاع غزة، وسيم مشتهى، أن توقف موسم العمرة للعام الرابع على التوالي أصاب شركات الحج والعمرة بحالة من الشلل التام.

وقال مشتهى لصحيفة "فلسطين" على هامش الفعالية: "لا يوجد هناك أي مؤشرات إيجابية للعام الرابع على التوالي لسفر معتمري غزة"، لافتا إلى أن استمرار توقف موسم العمرة ألحق بالشركات العاملة في مجال السياحة خسائر مالية كبيرة، وأدى لعدم مقدرة تلك الشركات دفع أجرة مكاتبها ورواتب موظفيها.

وحذر من إغلاق الشركات في حال استمرار الأوضاع الحالية، وناشد عباس، ووزير الأوقاف يوسف دعيس للتدخل لدى السلطات المصرية للسماح بسفر المعتمرين من أهالي غزة أسوة بأهالي الضفة الغربية.

واستدرك مشتهى: "لقد بلغ عدد المعتمرين من أهالي الضفة عشرات الآلاف فيما يحرم أهالي غزة من العمرة منذ أربعة أعوام".

يذكر أن أهالي غزة محرومون من أداء مناسك العمرة منذ عام 2014 بسبب رفض السلطات المصرية السماح بسفرهم عبر معبر رفح البري؛ لدواعٍ أمنية.

ويربط معبر رفح البري، قطاع غزة بمصر، وتغلقه السلطات المصرية بشكل شبه كامل، منذ تموز/ يوليو 2013 لدواع تصفها بـ "الأمنية"، وتفتحه على فترات متباعدة لسفر الحالات الإنسانية، في حين أن هناك آلاف الفلسطينيين بحاجة للسفر جلهم من المرضى والطلاب.