قائمة الموقع

​أطفال المخيم يخيفون الجنود

2018-05-03T05:59:37+03:00

لا تزال فعاليات مسيرات العودة السلمية الكبرى التي انطلقت في الثلاثين من شهر آذار الماضي، بالتزامن مع الذكرى الثانية والأربعين لذكرى يوم الأرض، متواصلة وروادها يتفننون في أصناف المشاركة مهما بدت بسيطة إلا أن رسالتها دامغة وهي أنه لا تراجع عن حق العودة مهما كان.

"فلسطين" تلتقي اليوم بأحد رواد هذه المسيرات، بل إنه لا ينفك يحضر إلى مخيم العودة بشكل يومي بعد انتهاء عمله، يعود إلى المنزل ليأخذ قسطا من الراحة لا يتجاوز الساعتين ثم يتوجه إلى مخيم العودة في بلدة خزاعة ويبقى فيه حتى منتصف الليل.

أبو أنس قديح، ناشط من نشطاء الثورة، الذين يشرفون على مخيم العودة شرقي محافظة رفح تحدث لنا عن مشاركته المتواصلة فيقول:" تأتي مشاركتي في المخيم من منطلق الشعور بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق كل حر وشريف فلسطيني".

وأشار إلى أن مسيرات العودة السلمية لا تطالب بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم فحسب، بل أنها أيضاً تعبير شعبي عن رفض الشعب الفلسطينية لصفقات تصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها صفقة القرن.

وتابع:" يريد الاحتلال الإسرائيلي أن يقتلع فلسطين من ذاكرتنا معتقداً أن الأوطان يمكن أن تستباح وتصمت شعوبها بسبب القمع لكن إرادة الشعب الفلسطيني لم تنكسر وشبابنا ثار لكسر عنجهية الاحتلال".

وأضاف:" عندما احتلوا فلسطين قالت قياداتهم إن كبارنا سيموتون، وإنّ جيلنا سوف ينسى أرضه، لكن ما حصل أن من يثور اليوم في وجه المحتل ويطالب بإرث الكبار هم الصغار الذين راهنوا على أنهم سينسون".

وأكد قديح أن مسيرات العودة وما يجري فيها من أحداث وما يشاهده يوميا أيقظ في الذاكرة الفلسطينية حق العودة، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال المدجج بالسلاح عجز يوم الجمعة الماضية عن مواجهة أبسط وسائل المقاومة الشعبية وهي الطائرات الورقية.

وأردف:" لم يستطع الاحتلال التصدي للطائرات الورقية وما تحمله من شعلة نارية بسيطة، فردوا عليها ليلاً بقصف بعض المواقع الفلسطينية، علّهم يستطيعون أن يعيدوا قوة الردع التي مرغها أطفال المخيم بترابه فما عادت ظاهرة".

ولفت إلى أن الأطفال يثورون قبل الكبار وأنهم يتوجهون إلى السياج الحدودي معهم بل إن لهم مآثرهم الخاصة، ومنها – يقول قديح- عندما ترجل أحد جنود الاحتلال من تلته شاهده أطفال المخيم فركضوا نحوه مكبرين، ورغم وجود فاصل من السياج بينه وبينهم إلا أنه هرع نحو التلة ثانية تحت غطاء من الرصاص أطلقها زملاؤه لحمايته.

ومن قفشات تلك اللحظة، كان إلى جوار قديح أحد نشطاء المخيم راكباً دراجته النارية ومن فوقها يتابع المشهد مع قديح، فصرخ قائلاً:" بدي أروح أجيبه"، مثيراً زوبعة من الضحك في قلب مخيم العودة.

وتابع قديح مشيراً إلى المخيم:" هنا من هذا المكان نرى أرضنا المحتلة ونشم رائحتها ولن نتوانى عن العمل في سبيل الوصول إليها، فإن كانت مكة أحب بلاد الله لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام كونها بلده، فهو أسوتنا وبلدنا أحب الأرض إلينا أيضاً".

وبين أن سنوات الحصار (العجاف) كما يسميها التي عمل خلالها "المتاجرون بالقضية الفلسطينية على تصفيتها قد انتهت، وأن الشعب الفلسطيني أدرك أن تلك السنوات ضاعت من عمره وأن مسيرة العودة وحدها من ستعيد القضية إلى نصابه" على حد قوله.

واسترسل:" خلال تلك السنوات ضاعت القدس والمقدسات وزاد الاستيطان وبقي الأسرى قابعين في سجون الاحتلال"، مشدداً على أن مسيرة العودة هي أحد الخيارات الاستراتيجية لتعبير الجماهير عن حب الوطن .

وأشار إلى مشاركة النساء في مخيم العودة وقال:" بالأمس كانت هنا والد شهيدين تصنع خبز الصاج وتوزع على الوافدين إلى المخيم، وعندما سألتها لم تقدمين الصاج قالت ولداي شهيدان والباقي في سبيل الله".

اخبار ذات صلة