قائمة الموقع

​الانجذاب للأرض المحتلّة فطريّ

2018-05-03T05:52:40+03:00

بات الانجذاب للأرض المحتلة انجذابًا فطريًا لا يشعر به إلا من احتُلّت أرضُه ففقدَها، فكل شخص زار مخيمات العودة ينطلق إليها بدافعٍ داخليّ يحثّه على العودة إليها من جديد.

لتستشعر بهذه الجاذبية عليك أن تجرب الوقوف على تلة عالية بالقرب من الحدود، لتشاهد المساحات الخضراء التي تأسر النظر وهي تغطي الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويأخذك جمالها فتتخيل بأنك تقف بين الأشجار تستنشق "أكسجين" الوطن.

جاذبية

أول مرة زارت فيها "نجاح البطنيجي" مخيم العودة في موقع ملكة الذي يقع شرق مدينة غزة، واستنشقت عبير هواء الأراضي المحتلة وجمال منظرها، بعدها تملكتها "جاذبية" للعودة ثانية إلى المكان.

تقول البطنيجي التي تقطن حي الشجاعية لـ"فلسطين": " المشاركة في مسيرة العودة يوم الجمعة باتت فرضا عليّ برفقة عائلتي وصديقاتي في المسجد، وهذه الهبة الجماهيرية التي تنطلق كل جمعة تحمل تعبيرا رمزيا عن أن الفلسطينيين لم ينسوا أراضيهم المحتلة، وأنهم سيسقطون كل محاولات اسقاط حقهم في العودة إليها".

وتضيف : " لعل هذه المسيرة تكون البداية للعودة الحقيقية للبلدات والقرى المهجرة، والدليل على ذلك رعب الاحتلال الاسرائيلي منها وتحريضه الدول العربية على انهائها".

ومن اللافت أيضا حرص الفلسطينيين على اصطحاب أطفالهم للمشاركة في مسيرة العودة، لزرع الانتماء بداخلهم " الأطفال اليوم إذا تأخروا يوما عن التواجد في مخيم العودة يبكون ويلحون بالذهاب إلى هناك، لأن الأهل يأخذون بأيدي أطفالهم ويرونهم الأراضي المحتلة المقابلة لهم ويشرحون لهم عن النكبة وأحداثها وبذلك يزرعون الانتماء لوطنهم السليب" وفق البطنيجي.

وتتابع : " الإسرائيليون يسرحون ويمرحون في أراضينا التي هجرنا منها قصرا، ونحن نعيش في "علب" مزدحمة ليس هذا فقط بل ويحاصروننا فيها".

سلمية

أما عن ثمرة مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار التي بدأت منذ 30 من آذار/ مارس المنصرم، كما تؤكد البطنيجي فهي قد وحدت الشعب الفلسطيني باختلاف مشاربه وأحزابه وفصائله.

مشاهد الدماء والأشلاء التي يخلفها قناصة الاحتلال، لا تنتهي رغم سلمية مسيرة العودة، فهل تكون مدعاة للتراجع تداركا لمزيد منها؟!، أم تكون وقود يدب الحماس في النفوس للاستمرار في سلميتهم، تجيب " لا نريد مزيدا من الجرحى، والمعاقين، والشهداء".

وتستدرك البطنيجي قائلة : " ولكننا تعودنا أن يوقع الاحتلال فينا الإصابات دون حدوث أي مواجهات، وهذا جليا في إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وغاز الأعصاب، والرصاص الحي أيضا بالقرب من الخيام، وليس فقط على المتجمهرين القريبين من السلك الشائك".

وتذكر البطنيجي مشهداً لا تنساه لطفل يقذف بالحجارة جنود الاحتلال المدججين بالسلاح من مقلاعه وسرعان ما يختبئ خلف كومة من الرمل، ترعبهم جسارته فيطلقون عليه وابلا من الرصاص لإخافته لعله يتخلى عن شجاعته، ولكن هيهات هيهات يخرج من بين النيران سالما، فيعاود الكَرة من جديد.

هذا الطفل المقدام يعطي الكبار الذين لازال شيئا من الخوف يسكن داخلهم، دروسا في الشجاعة ويبرهن على أن الجندي الاسرائيلي أرعن، يغطي على خوفه بإطلاق الرصاص والغاز، تؤكد البطنيجي.

صاحب الحق قوي، فالجنود الاسرائيليون يهربون جزعين من أناس عزل، ويقابلونهم برصاص فتاك تحرمه قوانين حقوق الإنسان الدولية، والسؤال هنا أين مؤسسات حقوق الإنسان من سقوط شهداء وجرحى فلسطينيون عزل!!

اخبار ذات صلة