فلسطين أون لاين

​حلم العودة بكلماتٍ شعريّة

...
غزة - صفاء عاشور

بشعر ينبض حنينا انسابت الكلمات من فم الشاعرة أماني عمارة لتُعبر عن شوقها لحي المنشية في يافا، ذلك الحي الذي لم تحدثها عنه جدتها أو جدها كباقي اللاجئين ولكن تحدثت عنه الكتب التي لم تبخل عليها بكافة المعلومات التي توثق حقها في العودة كغيرها إلى حيها وبيتها الذي هُجر منه أجدادها.

(على أطلال قريتها تنادي ويقشع صوتها كل السواد.. هي الأرض التي وطئت ثراها عيون الناس من أصلاً وهادي

هي الأرض التي زرعت بقلبي بذور بل جذور كالقتاد... تبز أراقماً في الأرض بانت وتنبت طالعاً بالبشر بادي... وتقتل كل مغتصب لئيم أراد الشر في أرض النجاد)

هذه الكلمات وغيرها خرجت من فم الشاعرة تلقائياً وذلك أثناء تواجدها في إحدى فعاليات العودة التي أقامتها جمعية إبداعات شبابية بالقرب من السياج الفاصل شرق غزة، لتؤكد فيها أن حلم العودة ليس بزمان ومكان بل هو حق يكتسبه الأطفال الفلسطينيون بالفطرة كما يكتسبون نسبهم لوطنهم فلسطين.

وقالت في حديث لصحيفة "فلسطين" :" إن المشاركة في مسيرة العودة تجعلني أشعر بأني متواصلة بقلبي وعقلي مع حي المنشية في يافا ومع كافة المدن والقرى الفلسطينية، خاصة في ظل التوافد الكبير لكافة اللاجئين للمشاركة في مسيرة العودة والذين أرى في عيونهم ذات الاشتياق الذي أحمله داخلي للعودة".

وأضافت عمارة أن:" مسيرة العودة كانت حلما لآلاف بل لملايين اللاجئين وكان يجب الدعوة إليها منذ سنوات عديدة"، مشيرةً إلى أن من يريد أن يعرف مقدار التفاعل معها فليذهب إلى مخيمات العودة المقامة على طول السياج الفاصل في المنطقة الشرقية لقطاع غزة.

وحول شعورها أثناء تواجدها بالقرب من السياج الفاصل، أكدت أن حالة شوق وحنين لوطنها تجتاحها، حيث ترى بعقلها وقلبها بيت جدها والحياة البسيطة التي كانت تحياها جدتها فيه، وكيف جاء المغتصبون اليهود وطردوهم واستحلوا هذا البيت الذي مهما مضى من الزمن سيبقى بيتها وستعود إليه.

وكانت أماني قد بدأت بكتابة الشعر منذ الخامسة عشرة من عمرها وذلك إثر جريمة بشعة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق عدد من الأطفال الذين اغتالتهم مدفعية الاحتلال في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.

وأوضحت أنها تأثرت وتألمت بشدة من هذه الجريمة حتى وجدت يدها تخط كلمات شعرية تعبر عن ألمها مما حصل، وأنها بعد ذلك عرضت ما كتبته على أهلها ومعلماتها الذين شجعوها على الاستمرار في كتابة الشعر.

وأضافت عمارة:" بعد ذلك استفدت مما كنت ادرسه في المدرسة خاصة دروس العروض ونظم كتابة الشعر في اللغة العربية، بالإضافة إلى ما قدمته إليّ معلمات المدرسة والشاعرة ألاء ساق الله التي وضعتني على أول الطريق لكتابة الشعر بطريقة سليمة".

وأشارت إلى أنها منذ ذلك الوقت وحتى الآن وهي تكتب في كافة المواضيع، خاصة القدس التي تعتبر نبض القضية الفلسطينية، الأسرى، القرى والمدن الفلسطينية وكيفية الحياة فيها قبل الهجرة، الحروب التي شنها الاحتلال على القطاع، المرأة الفلسطينية وغيرها من المواضيع.

ولفتت عمارة _التي أصبحت تمتلك أكثر من ثلاثين قصيدة موزونة تتعدى أبياتها 15 بيتا_ إلى أنها شاركت مؤخراً في مسابقة شاعر العودة التي تقيمها رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث أرسلت إليهم شعرا خاصا بالعودة، منوهة إلى أنها حصدت في أوقاتٍ سابقة عددا من الجوائز في عدة مسابقات كان أهمها مسابقة شاعرة الجامعة الإسلامية.