أكدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أن خطاب رئيس السلطة محمود عباس خلال افتتاحية جلسة المجلس الوطني في دورته الـ 23، يزيد من تمزيق الصف الوطني ويعطي فرصة أكبر للاحتلال والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتمرير مخططاتهم، وأن الخطاب لم يحمل سوى العمل على ابقاء الانقسام ورفض أي شراكة حقيقية.
وقال القيادي في حركة حماس د. سامي أبو زهري: "إن خطاب عباس أكد على رفضه للمصالحة من خلال استخدام معادلة "إما التمكين أو تحميل حماس مسؤولية القطاع"، وهذا يعتبر تنكرا لاتفاق المصالحة بين فتح وحماس".
واعتبر أبو زهري في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن لجوء عباس لتهديد غزة وممارسة عقوبات إضافية بحقها أمرا خطيرا وغير أخلاقي، مردفا: "كنا نأمل أن نسمع هذه العنجهية في مواجهة الاحتلال، لكنه في اللحظة التي يتفاخر بها عباس أنه يعيش تحت بساطير الاحتلال يهدد الشعب الفلسطيني في غزة".
وتابع: "إن عباس سيفشل فيما فشل فيه الاحتلال لمحاولة تركيع غزة، كما أن سياسية عباس أصبحت واضحة من خلال خطابه وهي مهادنة الاحتلال عبر الشراكة الأمنية معه، والتنسيق المتبادل لخنق غزة ومعاداة حركة حماس ورفض أي جهود لاستعادة الوحدة الوطنية".
وأكد أن عباس لم يحترم موقعه حينما مارس الافتراء على حماس بموضوع الحلول المؤقتة، رغم أن الحركة رفضت فكرة الحلول المؤقتة عشرات المرات، وقال: "إن من يمارس التنسيق الأمني مع الاحتلال ويتفاخر بذلك، فإنه آخر من يتحدث عن اتهام قوى المقاومة التي تجسد مواقفها السياسية بدماء قادتها وأبنائها".
وحول طرح عباس لخطة للتسوية، اعتبر أبو زهري أن عودة عباس للحديث عن مشروع التسوية والمفاوضات هو استمرار لحالة الدوران في حلقة مفرغة، مؤكدا أن عباس لا يمثل الشعب الفلسطيني في هذا الموقف، لأن الشعب الفلسطيني مجمع على رفض المفاوضات مع الاحتلال.
وأكد أن سياسة الابتزاز المالي التي يمارسها عباس ضد غزة والقوى الفلسطينية الشريفة لن تفلح في تمرير هذه السياسات الانهزامية.
وقال أبو زهري: "إن الجلسة الافتتاحية عكست مهزلة كبيرة من خلال هذا العدد الكبير من الأسماء التي أضيفت للمجلس الوطني، رغم أنهم ليسوا أعضاء فيه، إلى جانب تغيب عدد كبير عن الحضور مما يعجلنا أمام مسرحية هزلية".
وأضاف " وواهم من يظن أن مثل هذه اللقاءات الشكلية يمكن أن تعطيه شرعية، فالشرعية طريقها فقط هو التوافق الوطني وصندوق الاقتراع"، معتبرا أن هذا السلوك في إدارة منظمة التحرير يشكل ضربة كبيرة لما تبقى من أي شرعية لهذه المنظمة.
من جانبه، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب: "إن منظمة التحرير باتت أحد الأدوات التي يتم استدعاؤها لتكريس الانقسام، فالفريق المتنفذ حول المنظمة أصبح أداة وظيفية لتمرير سياسات تتناقض مع الميثاق الوطني والقومي، وتتناقض مع مسيرة الكفاح والنضال الفلسطيني".
وأضاف شهاب لصحيفة "فلسطين": "إن هذا الفريق افقد المنظمة شرعيتها التمثيلية عبر الاستفراد بالمنظمة ومؤسساتها والانقلاب على كل الاتفاقات الوطنية السابقة بشأن ترتيب مؤسسات المنظمة وجعلها اطارا جامعا للشعب الفلسطيني".
وبين أن ذلك أفقد المنظمة شرعيتها الكفاحية عبر استمرار التنسيق الأمني الذي ترعاه قيادة المنظمة لدرجة أن أعضاء في تنفيذية المنظمة يشاركون كضيوف دائمين في مؤتمر الامن القومي الإسرائيلي، وأن أعضاء مجلس المنظمة يدخلون رام الله بتصاريح من منسق الادارة المدنية للاحتلال.
وأشار شهاب إلى أن منظمة التحرير انهت كل أشكال المقاومة وتلاحق المقاومين وتسهم في حصار غزة وخنقها، مبينا أن خطاب رئيس السلطة لم يحمل سوى العمل على ابقاء الانقسام ورفض اي شراكة حقيقية.

