فلسطين أون لاين

​دعمًا لمسيرة العودة.. رياض الأطفال "تنقش على الحجر"

...
غزة - صفاء عاشور

أصبحت مخيمات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة منطقة تملؤها الحياة، حتى أنها صارت وجهةً يقصدها الفلسطينيون لأسبابٍ مختلفة، ومن ذلك أن بعض المدارس ورياض الأطفال تنظّم رحلاتٍ لها لتعريف الأطفال بفكرة مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار ولتعريفهم بالحقوق الفلسطينية، لأن "النقش في الصغر، كالنقش على الحجر" كما يقول المثل.

رحلة ميدانية

روضة الجوهرة في حي الزيتون، نظّمت رحلة لطلبتها للمشاركة في مسيرة العودة الكبرى، لتعريفهم على المسيرة وعلى أهمية المشاركة فيها، فانطلق الأطفال نحو الحدود حاملين لافتات كُتبت عليها عبارات عن حق العودة والتمسك بالأرض.

وقالت مديرة الروضة سومة أبو الكاس: إن "الهدف الأساسي من تنظيم رحلة إلى المنطقة الشرقية من مدينة غزة هو توسيع إدراك الأطفال حول حقهم في الأراضي المحتلة وتعريفهم بها بشكل عملي".

وأضافت في حديث لـ"فلسطين": "حاولنا قدر الإمكان توصيل الرسالة للأطفال وتوضيح الواقع لهم بشكل سلس وبسيط يستطيعون استيعابه بعقولهم التي لا تزال صغيرة"، مستدركةً: "إلا أننا فوجئنا من تفاعل الأطفال الإيجابي ورغبتهم التواصل مع كافة من كانوا موجودين في خيام العودة".

وبيّنت أبو الكاس أن وجود الأطفال بالقرب من خيام العودة جعلهم قادرين على التواصل مع الموجودين فيها، كمات أحبوا الجلوس مع واحد من كبار السن كان قد نصب كانونًا وأشعل فيه النار، فاجتمعوا حوله واستمعوا لحديثه حول مفتاح العودة الذي كان يحمله معه.

وأوضحت: "زيارة الأطفال لخيام العودة كان تطبيقًا واقعيًا لفكرة العودة، كما أنه غرس في نفوسهم بذرة ستنمو وتكبر كلما كبروا حول حقهم في أراضيهم التي احتلها العدو الصهيوني منذ 70 سنة.

وأكدّت أبو الكاس أن "الأطفال في هذه السن لا يزالون تربة خصبة يجب أن تُزرع وتُغذى بكل ما له علاقة بالوطن والمدن والقرى الفلسطينية المحتلة، وذلك لأنهم سيكونون جيل التحرير والعودة إلى تلك الأراضي".

زيارة المُصاب

أما روضة دنيا الألوان في مدينة غزة فقد ساهمت في غرس حق العودة في طلبتها بطريقة مختلفة، إذ نظمت عدة فعاليات بأسلوب بسيط وخفيف لإيصال الفكرة لهم على قدر عقولهم، كان أبرزها وأكثرها تأثيرا على الأطفال زيارة سائق الحافلة التابعة للروضة بعد إصابته أثناء مشاركته في المسيرة.

وقال مدير الروضة محمد العجلة: "الفعاليات بدأت مع ذكرى يوم الأرض حيث أوصل المسئولون في الروضة الفكرة للأطفال من خلال عرض مقطع فيديو من تمثيل أطفال الروضة أنفسهم، تم تصويره في مدينة الإنتاج الإعلامي في أصداء".

وأضاف في حديث لـ"فلسطين": "تصوير الفيديو ثم عرضه للأطفال كان له بالغ الأثر عليهم، ومن خلاله تم تعريفهم بالكيفية التي احتل بها الاحتلال الإسرائيلي فلسطين من، وذلك بطريقة بسيطة يستطيعون فهمها بسرعة".

وتابع: "ما زاد من تعرف الأطفال على مسيرة العودة هي سائق الحافلة العامل في الروضة، وعلاقته بكثير من الطلبة قوية جدا، إذ يوصلهم إلى بيوتهم، ومع غيابه بسبب الإصابة كانت التساؤلات كثيرة ومستمرة من معظم من الطلبة".

وواصل: "لذلك أخبرنا بإصابته، واخترنا عددًا منهم لزيارته والاطمئنان عليه في المستشفى، وإهدائه هو وأكثر من 20 جريحاً الورود".

وأوضح أن الأطفال أثناء زيارتهم للسائق حملوا معهم لافتات عليها كلمة "راجعين"، وذلك لأن السائق كان يشارك في المسيرة رغبة في العودة إلى بلدته الأصلية، وفي هذا تأكيد كبير على حق العودة وضرورة التمسك فيه.

وبيّن: "الروضة تهدف من خلال عمل هذه الفعاليات وغيرها إلى تعريف الأطفال بكافة حقوقهم، خاصة الوطنية، وذلك لتنشئة جيل يعرف كل شيء عن وطنه".

وقال: "إن خرج جيل يعرف حقه، فهو سيُبدع في اختيار الوسائل لإرجاع الحق الفلسطيني لأصحابه".