فلسطين أون لاين

الصحة تطالب بحماية دولية للنقاط الطبية قرب السياج الفاصل

​مدير خيمة طبية: العاملون فيها مقطوعة رواتبهم من السلطة

...
انتشار سيارات الإسعاف بين المتظاهرين في مسيرة العودة شرق غزة (تصوير / محمود أبو حصيرة)
غزة - أحمد المصري

طالبت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس، بتوفير حماية دولية للنقاط الطبية وسيارات الإسعاف قرب السياج الفاصل شرق لقطاع غزة، وذلك عقب إصابة 4 مسعفين كانوا يقومون بعملهم في نقل جرحى وشهداء فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار المستمرة للجمعة الخامسة على التوالي.

وناشد الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة، في بيان صحفي أمس، المنظمات الدولية لإدانة اعتداء الاحتلال السافر على الطواقم الطبية، وفرض حماية دولية عاجلة للنقاط الطبية وسيارات الإسعاف.

وفي وقت سابق أمس، أعلنت الوزارة إصابة 4 مسعفين بالاختناق، بعد استهداف جيش الاحتلال عدة نقاط طبية شرق القطاع، بقنابل الغاز المسيل للدموع، مما أجبرهم عن التوقف عن العمل لفترة محدودة.

واعتبر القدرة استهداف جيش الاحتلال للطواقم الطبية أثناء القيام بعملهم "انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، يجب إدانته دولياً"، مؤكداً أن التهاون الدولي في إدانة الاحتلال على جرائمه بحق الطواقم الطبية يزيده تغولاً وانتهاكاً للقانون.

إلى ذلك، أفادت وزارة الصحة بأن قوات الاحتلال استخدمت أمس غازاً مجهولاً بحق المواطنين شرق مخيم البريج، وسط قطاع غزة.

وأكدت أنه تم استهداف المواطنين في مخيم العودة شرق البريج بكميات كبيرة من غاز مجهول وبشكل عِشوائي، ما أدى لإصابة العشرات بالاختناق والتشنج والتقيؤ الشديد، مشيرة إلى تحويل عدد منهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، لصعوبة حالتهم.

من جهة أخرى، أكد مدير صحة مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ومدير الخيمة الطبية الميدانية المقامة بجوار مخيم العودة في بلدة خزاعة شرق المحافظة، د. صلاح الرنتيسي، عمل نقطته الطبية للأسبوع الخامس على التوالي رغم النقص الشديد في احتياجات الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب الحصار.

وقال الرنتيسي لصحيفة "فلسطين"، إن النقطة الطبية الميدانية شرق خانيونس تتعامل يومياً مع عشرات المصابين والجرحى، فيما تطلب حاجتها من الأدوية والمستلزمات الطبية يومياً ودون أن يكون لديها أي فائض للحالات الإضافية الطارئة.

وأشار إلى أن النقص الحاصل في النقطة الطبية من الممكن أن يعرض المصابين خلال مسيرة العودة الكبرى للخطر، مطالباً وزارة الصحة في حكومة الحمد الله بالقيام بواجباتها ومسؤولياتها.

وأبدى الرنتيسي أسفه لكون 10 من الأطباء و5 من الممرضين، ومثلهم من المسعفين يعملون في خدمة أبناء شعبهم في الخيمة الطبية للوزارة، وهم مقطوعة رواتبهم من قبل السلطة وحكومتها في رام الله.

ولفت إلى تعامل الخيمة مع حالات خطيرة من الإصابات بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وذكر الرنتيسي وجود ملاحظات طبية خطيرة على الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه قوات الاحتلال، وذلك لما يحدثه من حالات إغماء بشكل كامل في صفوف المتظاهرين أو إغماء متوسط، وحالات هستيرية غريبة.

وأشار إلى أن الخيمة الطبية تتعامل مع حالات الإصابة بالغاز عبر إمكانياتها المحدودة ميدانياً، فيما يجري تحويل البعض منهم للمستشفيات، مؤكداً اختلاف درجة حدية الغاز السامة وتأثيره عما كان يتعامل معه الأطباء سابقاً.

ودعا الرنتيسي اللجان المختصة والجهات المسؤولة لإجراء فحص للغاز الذي يطلقه الاحتلال على المتظاهرين السلميين شرق قطاع غزة، وأخذ عينات مما تمتلك وزارة الصحة منها، مرجحاً أن يكون الغاز "محرماً دولياً".

وبدأت فعاليات مسيرة العودة في الـ30 من مارس/ آذار الماضي، في خمس نقاط شرق محافظات قطاع غزة، استخدم الاحتلال خلالها وفقاً لجهات حقوقية الرصاص المحرم دوليا، وغازاً "غريباً وساماً" بشكل كثيف.