قائمة الموقع

​الهسي مسعفٌ جريحٌ في ميدان العودة شرق خان يونس

2018-04-28T06:46:17+03:00
المسعف محمد الهسي خلال وجوده في خيمة العودة

يتفقد المسعف محمد الهسي في ساعات الصباح الباكر من كل يوم جمعة، نقطة تجمع مسعفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الملاصقة لمخيم العودة ببلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس، بكامل حيويته وطاقته، دون أن يكون لجهاز تثبيت العظام في يده اليُمنى المصابة أي أثر على دوره وعمله.

ولم تقف الإصابة أمام المسعف الهسي التي تعرض لها عام 2002، حائلًا أمام الوقوف على رأس مهنته، وإنقاذ الجرحى من أبناء شعبه في كافة الأحداث والمواجهات.

إصابة المسعف الهسي (43 عامًا) تعود لشظايا صاروخ طائرة إسرائيلية "أباتشي" أصابته وهو يحاول إخلاء مصابين في أحداث انتفاضة الأقصى، وتماثل للشفاء بعدها، غير أنه وفي أثناء عمله تعرض للإصابة مرة أخرى، بنفس اليد الأمر الذي ألزم الأطباء بتثبيت جهاز العظام البلاتيني فيها.

ويعتبر المسعف الجريح، عمله واجبا وطنيا وشرعي وإنسانيا معا، فيما يتوقع أن يكون هو مصابا في أي لحظة، ولا سيما أن الجهاز الذي يثبت يده ذو مشابك خارجية، وإن لمسها لأي شيء يجعله مصابًا.

ويقول لـ"فلسطين": إن رسالته وعمله لا شيء يحول بينهما حتى وإن كان الأمر يعرضه للخطر، وإن هناك شيئا إنسانيًا يحركه لا يمكن وصفه لخدمة أبناء شعبه.

ويضيف: تعرضت في كثير من الأوقات لـ"موت محقق"، لكن عناية المولى كتبت لنا النجاة والعودة للعمل لإنقاذ أرواح المصابين والمرضى.

والهسي يتمتع بخبرة كبيرة اكتسبها طوال عمله على مدار 20 عاما، ويرى أن التزام البيت تحت ذريعة الإصابة، "لا يمكن لضميره أن يغفرها له، في الوقت الذى يعج الميدان بآلاف المصابين".

ولا يُفرّق جنود الاحتلال ما بين المتظاهرين في مسيرة العودة أو الصحفيين أو الطواقم الطبية، إذ إن الجميع في دائرة استهداف واحدة، وهو ما يجعل العمل الطبي تحت ظلال المخاطر المحدقة.

ويسقط مصابون كثر وفي حالات نزيف بالقرب من السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948م، ويتعامل معهم المسعفون ميدانيًا، غير آبهين لأي خطر في سبيل إنقاذ تلك الأرواح البشرية ووصلا بها لبر الأمان.

وبشهادة الهسي وخلال أيام عمله الأخيرة ضمن مسيرة العودة، فإن حالات قتل عمد وبلا أي رحمة جرت من قبل جنود الاحتلال، الذين يستخدمون الرصاص المتفجر وغازا غير معتاد، مما يضاعف حجم التعامل مع كل حالة مصابة على حدى.

اخبار ذات صلة