رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب في صفوف قواته العسكرية على الحدود مع قطاع غزة؛ تحسبًا لعمليات للمقاومة في ظل الدعوات الفلسطينية للانتقام لاغتيال العالم الفلسطيني د. فادي البطش، السبت الماضي، في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
واستبعدت مصادر أمنية إسرائيلية لموقع "واللا" العبري، إمكانية استغلال المقاومة لمسيرة العودة وكسر الحصار، لتنفيذ عملية انتقامية ردا على اغتيال البطش، إلا أنها قالت إنها تأخذ دعوات الانتقام على محمل الجد، وتستعد لها.
وقالت إن تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن الرّد الفلسطيني لن يكون على حدود قطاع غزة، وإنما خارجه.
وكان مجهولون أقدموا على البطش، بعد إطلاق النار عليه أثناء توجهه لأداء صلاة الفجر في المسجد القريب من منزله في منطقة جومباك، شمالي العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وقالت وسائل إعلامية عبرية، إن البطش "مهندس في حماس وخبير طائرات بدون طيار"، في تلميح إلى احتمالية وجود دور لجهاز المخابرات الإسرائيلي"الموساد" في حادثة الاغتيال.
واتهمت حركة حماس، وعائلة البطش، جهاز "الموساد"، بالوقوف خلف العملية، كما اتهمت السلطات الماليزية كذلك "دولة شرق أوسطية معنية بتدمير كفاءات الشعب الفلسطيني"، مؤكدة استمرار التحقيقات.
وفي السياق، قالت الشرطة الماليزية إنها عثرت على سيارة استخدمها قتلة البطش في التنقل في البلاد قبل وبعد عملية الاغتيال.
وأضافت الشرطة، في تصريح صحفي، الخميس، إن المنفذين استقلوا سيارة من طراز "بروتون ساغا" بعد أن تركوا دراجة نارية في بحيرة ليك سيتي بارك في منطقة سيتاباك بعد تنفيذ العملية.
وذكرت الشرطة أنها عثرت على السيارة التي استأجرها المشتبه بهما، في حوالي الساعة الثانية من صباح الخميس في متنزه "أمبانج هيلير"، القريب من منطقة السفارات الدولية في كوالالمبور.
وحسب إفادة الشرطة؛ فإن السيارة استأجرها قبل ثلاثة أشهر مالكٌ محليّ "ماليزي".
وقالت: إن السيارة رُصدت بناء على مراقبة دقيقة لتلفزيون الدائرة المغلقة (CCTV) في منطقة "جالان داناو نياغا"، وأدت نتيجة دراسته إلى أن المشتبه بهما استقلا السيارة بعدما تركا الدراجة النارية في "سيتاباك".
وفي وقت سابق، عثرت الشرطة الماليزية على الدراجة النارية التي استخدمها المنفذان لتنفيذ عملية الاغتيال، وهي من طراز كاواساكي فيرس، وقد استأجراها من مالك ماليزي قبل ثلاثة أشهر أيضا.
ونقلت الشرطة السيارة إلى مقر شرطة مقاطعة وانغسا ماجو (IPD)، لإجراء مزيد من الفحص لدى وحدة الشرطة الجنائية في كوالالمبور.
وأكد رئيس شرطة كوالالمبور داتوك سيري مازلان لازم، أن التحقيقات لا تزال جارية، وقال: "لا يمكنني إعطاء المزيد من التفاصيل، لكننا نحقق بالتفصيل".
وذكر أن "كل المعلومات المتعلقة بهذه القضية سيقدمها المفتش العام للشرطة تان سري محمد فوزي هارون لاحقا".
وشيع عشرات الآلاف في قطاع غزة، جثمان البطش، الخميس، بعد أن نقل من ماليزيا عبر السعودية ثم مصر، ليواري الثرى في مخيم جباليا حيث مسقط رأسه.