قائمة الموقع

سكان كرفانات خزاعة يمضون نحو إنهاء معاناتهم "جزئيًّا"

2017-01-03T08:54:47+02:00
صورة أرشيفية

مظاهر الإعمار بدت واضحة المعالم، فهذا الجزء من بلدة خزاعة شرق محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة كان مدمرًا كليًّا، ومع جهود الإعمار المتواصلة وما تواجهه من عراقيل يقف على الناصية الأخرى من المكان 13 كرفانًا لا تزال شاهدة على الفاجعة التي حلت بهذا المكان وساكنيه.

عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014م لم يدخر جهدًا في تدمير الهوية والروح الفلسطينيين، فعمد إلى تدمير بقع جغرافية كاملة، وشارع النجار في بلدة خزاعة حيث نقف اليوم واحدة من تلك البقع.

العائلات القاطنة في هذه الكرفانات المصنوعة من الصفيح والحديد، ذات الخصائص الملتهبة صيفًا بفعل الحرارة، والمتجمدة بردًا في الشتاء، والتي تسببت بمزيد من الآلام والويلات لساكنيها؛ أخيرًا بعد معاناة طويلة تمضي نحو حل مشكلتها جزئيًّا.

رفيق الدرب

تجولت صحيفة "فلسطين" في المكان، وهناك التقت المسنة حُسنى محمد النجار (80 عامًا)، وهي واحدة ممن يكابدون المعاناة يوميًّا في هذه الكرفانات، ولم تخف مللها من كثرة الحديث إلى وسائل الإعلام عن معاناتها اليومية، دون استجابة جدية من المسئولين أو الالتفات إلى أوضاع عائلتها القاسية.

قسمات وجهها بدت عليها علامات خيبة الأمل، وانقطاع الرجاء، كونها تعيش الشتاء الثالث وهي لا تزال في الكرفان نفسه، بدلًا من إعادة بناء منزلها الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة عام 2014م.

وهدم منزل المسنة النجار بآلة الحرب الإسرائيلية ثلاث مرات، الأولى منها خلال عدوان الاحتلال على القطاع عام 2008م، والثانية في عدوانه عام 2012م، والثالثة في عدوانه عام 2014م.

لم يكن منزلها فقط هو الخسارة الوحيدة التي منيت بها هذه المسنة على كبر حجم هذه الخسارة، فهي أيضًا فقدت رفيق الدرب في آخر المشوار (زوجها)، وحفيدتها وحفيديها الذين ارتقوا شهداء في العدوان الأخير، في حين أصيب آخرون من عائلتها بجراح مختلفة.

وبعد انتهاء العدوان العسكري الإسرائيلي على القطاع، ومكوث العائلة عدة أيام في مراكز الإيواء؛ فرضت الظروف عليهم السكن في كرفانات حديدية، هي بنظر هذه المسنة ليست سوى أقفاص كبيرة يسكنها بشر.

وفي عجلة من أمرها (ذلك لحرصها على إعداد طعام الإفطار كونها صائمة) استعرضت فصولًا من المعاناة التي تعيشها في الكرفان، قائلة: "في أول شتاء دخلت المياه المختلطة بمياه الصرف الصحي علينا، ما أدى إلى إتلاف ما بقي من أثاث".

وأشارت إلى أن الكرفانات تعد بيوتًا للجرذان الصغيرة والكبيرة، مبينة أنها ذات ليلة استيقظت من نومها على آلام عضة جرذ كبير (عرسة)، الأمر الذي استدعى نقلها إلى الطبيب، فحقنها بخمس إبر للقضاء على التسمم الذي أصابها.

وأعربت عن أملها بعد تأكد خبر صرف بدل إيجار لسكان الكرفانات أن تكون حياتها أفضل مما كانت عليه في الكرفان، قائلة: "إنهاء مشكلتنا يكون بإعادة بناء منازلنا".

وعود فقط

وبالقرب من كرفانها يسكن باسم النجار (40 عامًا)، وهو من مصابي عدوان عام 2014م، وفقد منزله خلال العدوان نفسه، ذكر النجار أنهم سكنوا الكرفانات على وعد أنها مؤقتة، مبينًا في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) صرفت بدل إيجار لـ12 عائلة قبل أيام، بعد تجرع المرار والآلام في الكرفانات على مدار ثلاث سنوات.

ويرى النجار أن الحل الوحيد لإنهاء معاناتهم إعادة بناء منازلهم لينتقلوا إليها من الكرفانات والبيوت المؤجرة، مشيرًا إلى أن اسمه لم يدرج ضمن أي من منح الإعمار، وختم حديثه بالقول: "إني دائم المتابعة للملف، وأتلقى وعودًا بإدراج اسمي ضمن منح الإعمار، دون الوفاء بأي منها".

وأعرب عن أمله في ألا تطول مدة مكوثهم ببيوت مؤجرة، قائلًا: "البيوت المؤجرة قصة معاناة جديدة".

بدل إيجار

بدوره بين رئيس بلدية خزاعة شحدة أبو روك أن وزارة الأشغال العامة والإسكان أولت ساكني الكرفانات اهتمامًا كبيرًا، مشيرًا إلى صرف بدل إيجار لـ12 عائلة ممن تبقوا في الكرفانات قبل أيام، ليتمكنوا من السكن في شقق سكنية مؤجرة.

وقال: "بقيت عائلة واحدة تسكن في كرفان، سنتواصل مع الوزارة و(UNDP) لحل مشكلتها في أقرب وقت".

وأكد أبو روك لصحيفة "فلسطين" أن 13 كرفانًا حديديًّا عانى سكانها الأمرين في بلدة خزاعة على مدار ثلاث سنوات، مشيرًا إلى أن ساكني الوحدات السكنية الخشبية أوضاعهم أفضل، وقال: "وزارة الأشغال وعدت بإنهاء معاناتهم في أقرب وقت ممكن بإدراج أسمائهم ضمن منح الإعمار".

ويقدر إجمالي التمويل المطلوب لمشاريع برامج إعادة الإعمار الرئيسة بنحو مليار وثمانية وثلاثين مليون دولار، وفق إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الأشغال العامة والإسكان، حصلت صحيفة "فلسطين" على نسخة عنها.

ووفق الإحصائية قدمت نحو 552.0 مليون دولار، تمثل نحو 53.2% من إجمالي التمويل المطلوب.

أما من أُووِي في وحدات سكنية متنقلة (كرفانات) منها 433 وحدة سكنية خشبية في مختلف محافظات القطاع فعددهم 1199 أسرة متضررة، أعيد إعمار منازل عدد منهم، وينتظر آخرون إدراج أسمائهم ضمن منح الإعمار.
اخبار ذات صلة