فلسطين أون لاين

​في خيمة عائلة "ماضي".. فعالياتٌ ورسائل

...
غزة - نسمة حمتو

عائلات بأكملها اتجهت نحو السياج الفاصل، لتقيم في خيامٍ مخصصة في مخيمات العودة على الحدود الشرقية الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، فيقضي أفرادها ساعات يومهم فيها، وربما يكون مبيتهم فيها أيضا.

تمضي هذه العائلات يومها بشكل طبيعي تماما، يُعدّ أفرادها وجبات الإفطار والغداء والعشاء ويتناولونها في خيامهم الصغيرة على الحدود، وبذات الطريقة يمارسون باقي النشاطات اليومية التي يمارسونها في بيوتهم وأعمالهم، ليثبتوا للعالم سلمية مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار.

بيت جيرجا

من بين العائلات التي تُرابط على الحدود عائلة ماضي، التي بدأت بذلك في اليوم السابق لانطلاق مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، وما تزال في المكان، في خيمة هي بالنسبة للعائلة جزء من بيت الأجداد الذي هُجّروا منه قبل 70 عاما.

وقال أحد المشاركين في الخيمة، أبو وديع ماضي: "نصبنا خيمتنا قبل شهر تقريباً، وأطلقنا عليها اسم قرية (بيت جيرجا)، تضم 28 عائلة تعود أصولها للبلدة، ووضعنا أسماء العائلات داخل الخيمة".

وأضاف لـ"فلسطين": "في البداية كنا نبيت في هذه الخيمة، ولكن في الأيام الأخيرة صرنا نأتي للخيمة في كل صباح، ونبقى فيها حتى منتصف الليل".

وتابع: "خلال مشاركتنا استشهد أحد أبنائنا، وهو حسين محمد ماضي، وذلك في (جمعة الكوشوك)، ولكننا بقينا صامدين مرابطين في الخيمة".

وأكمل قوله: "وخلال تواجدنا استضفنا الكثير من العائلات والمؤسسات والفصائل، في اليوم الأول استضفنا عائلة غزيّة احتفلت بيوم ميلاد أحد أبنائها في الخيمة، وغنينا أغاني وطنية وشعبية وبدلاً من وضع الشموع وضعنا أعلام فلسطين وعليها أسماء الشهداء، وكانوا حينها 15 شهيدًا".

وأوضح ماضي: "خيمتنا هي الأولى بهذا الحجم، كما أنها أول خيمة تقدمت للاقتراب من السلك أكثر، وخلال وجودنا فيها نظّمنا عدة فعاليات، منها فعاليات فنية، واستضافة عائلات أخرى، وعقد لقاءات مفتوحة ناقشنا خلالها الكثير من القضايا".

تمسكًا بالحق

وفيما يتعلق بالهدف من المشاركة في هذه الخيام، بيّن: "نحن موجودون داخل مخيم العودة تمسكاً بحق العودة الذي يكفله قرار الأمم المتحدة 194، وحتى نعود لأرضنا التي هاجرنا منها، وحتى نقف في وجه المقولة الصهيونية التي تقول (إن الكبار سيموتون والصغار سينسون)، إذا كان الكبار يموتون فالصغار لن ينسوا، نحن نورّث أبناءنا وأحفادنا التمسك بحق العودة جيلًا بعد جيل".

وأشار إلى أن الرسالة الثانية التي أرادت العائلة إيصالها هي أن "الفلسطينيين مستمرون بالاعتصام في هذا المخيم، وباستخدام المقاومة السلمية الشعبية".

وقال ماضي: "نحن مصممون على التمسك بسلمية هذه المظاهرات كي لا نعطي للاحتلال ذريعة لإفشالها، ولكي نوصل صوتنا للأمم المتحدة التي تتغنى بالقانون الدولي، ولنؤكد لها أن الكثير من قراراتها لم تُنفذ، ونخص بالذكر قرار 194 بحق الفلسطينيين بالعودة".

وأضاف: "رسالتنا الثالثة نوجهها لأهلنا في الضفة الغربية، نطلب منهم أن يشاركونا في هذا النوع من النضال، وكذلك اللاجئون الفلسطينيون في لبنان والأردن وسوريا، عليهم الاقتراب من السلك الزائل والدخول لأراضينا، لنكون فيها بشكل سلمي دون أي مقاومة مسلحة".

وتابع: "وكذلك أردنا أن نرفض الانقسام، ونجتمع تحت راية فلسطين التي تجمعنا وتحقق لنا الوحدة".

وواصل ماضي: "الرسالة الأخيرة للكيان الصهيوني، نقول له رغم كل القوة التي تستخدمها، ورغم كل المعاناة التي نتكبدها، نحن مستمرون في اعتصامنا ولن نغادر حتى نعود لأرضنا مهما كلفنا ذلك من ثمن، نحن طلاب حياة ولسنا طلاب موت، نرغب أن نعيش حياة كريمة حرة، وأن يعيش أطفالنا كباقي أطفال العالم".