استشهد الزميل الصحفي أحمد أبو حسين اليوم، متأثرًا بجراح قناص إسرائيلي استهدفه خلال تغطيته مسيرة العودة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، وسط مطالبات إعلامية للمجتمع الدولي بالتوقف عن سياسة الصمت إزاء جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتقاء الزميل أبو حسين شهيدًا متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في 13 إبريل الحالي، خلال جمعة رفع العلم بمسيرة العودة شرق بلدة جباليا شمال القطاع.
وكانت انتكاسة طرأت على صحة أبو حسين الذي تلقى العلاج بمجمع فلسطين الطبي برام الله منذ تحويله من غزة، ما استدعى تحويله إلى مشفى إسرائيلي.
وعانى مؤخرًا من تراجع في صحته وارتفاع بدرجة حرارته ومشاكل إضافية في رئتيه. إذ تسببت إصابته باستئصال إحدى الكليتين والطحال، وتضرر البنكرياس والرئتين والأمعاء الدقيقة والغليظة.
والصحفي أبو حسين، مراسل إذاعة صوت الشعب في غزة هو الشهيد الصحفي الثاني بعد الصحفي ياسر مرتجى منذ انطلاق مسيرة العودة السلمية في 30 مارس الماضي.
تجاوزات خطيرة
ونعى منتدى الإعلاميين الفلسطينيين ببالغ الحزن والأسى الزميل الصحفي الشهيد أبو حسين.
وفي بيان له نشر أمس، استنكر المنتدى بشدة تصاعد الانتهاكات وجرائم الاحتلال بحق الصحفيين أثناء تغطيتهم لمسيرات العودة الكبرى؛ معتبراً ذلك تجاوزا خطيرا للمواثيق الدولية التي تكفل حرية العمل الصحفي وتجرم المساس بالصحفيين.
وأكد أن الاحتلال يتعمد استهداف الصحفيين وقتلهم بهدف ثنيهم عن مواصلة دورهم المهني والوطني في فضح جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا، "وهو ما لم يحدث ولن يحدث فالصحفيون مستمرون في أداء رسالتهم مهما كلفهم من ثمن" .
وأكد منتدى الإعلاميين على أن الجرائم التي يقوم بها الاحتلال من خلال استهداف الصحفيين يُعد استمرارا لسياسته وتعنته تجاه وسائل الإعلام المختلفة العاملة في الأراضي الفلسطينية وهو توجه يمثل انتهاكاً صارخاً لمبادئِ القانونِ الدولي تندرج في إطارِ سياسات تكميم الأفواه.
وحمّل المنتدى الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الاستهداف المتعمد للصحفيين والطواقم الصحفية خلال تغطيتهم الصحفية لمسيرات العودة الكبرى شرق قطاع غزة، وطالب بطرد (إسرائيل) من الاتحاد الدولي للصحفيين وكل المنظمات الصحفية والحقوقية في العالم. كما طالب السلطة الفلسطينية بضرورة اعداد ملف قانوني موثق حول الانتهاكات الاسرائيلية الصارخة بحق الصحافة والصحفيين الفلسطينيين ورفعه لمحكمة الجنايات الدولية ليحاسب القتلة الارهابيون الاسرائيليون.
كما أعربت كتلة الصحفي الفلسطيني عن استنكارها لجرائم الاحتلال المتواصلة ضد الزملاء الصحفيين في مسيرات العودة السلمية.
ونبهت الكتلة في بيان لها نشر أمس، إلى تعمد الاحتلال استهداف الصحفيين في مسيرة العودة الكبرى، رغم اتباعهم إجراءات السلامة المهنية، وارتدائهم الخوذ والدروع. وأكدت أن دماء الشهيد أبو حسين "ستبقى لعنة تطارد الاحتلال وسياساته المنتهكة لقوانين حقوق الإنسان واتفاقية جنيف".
وشددت الكتلة على أن القمع الإسرائيلي "لن يزيد الصحفيين إلا عزيمة وإصرارًا على نقل الحقيقة وفضح إجرام كيان "إسرائيل". محاسبة الاحتلال فيما جددت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، تأكيدها تكثيف جهودها ومساعيها لملاحقة قادة الاحتلال ومحاسبتهم على جرائمهم بحق الصحفيين، خاصة قتلهم المتعمد والموثق للصحفيين أحمد أبو حسين وياسر مرتجى.
ونعت النقابة، في بيان صحفي نشر اليوم، المصور أبو حسين، داعيةً كافة الزملاء الصحفيين وأبناء شعبنا في غزة إلى المشاركة الواسعة في تشييع جثمان الشهيد بعد صلاة ظهر اليوم في مكان سكناه في مخيم جباليا، وإلى المشاركة الواسعة أيضا في الجنازة الرمزية التي تقام بالتزامن (الساعة 1 بعد الظهر) انطلاقا من ميدان المنارة وسط مدينة رام الله.
بدوره، نعى التجمع الإعلامي الديمقراطي الزميل أبو حسين، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي وقناصيه أرادوا من قتل هذا الصحفي عمدا، إخماد صوت الحقيقة والتغطية على الجرائم المتواصلة بحق شعبنا الأعزل. وطالب التجمع في بيان له بتوفير الحماية الدولية للصحفيين من بطش الاحتلال وإجرامه بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم (٢٢٢٢)، متسائلا في الوقت نفسه: بالأمس قتل الزميل ياسر مرتجى، واليوم الزميل أحمد أبو حسين، إلى متى سيبقى مجرمو الحرب الإسرائيليين طلقاء دون محاسبة وعقاب؟! ، وإلى متى سيبقى الاحتلال الإسرائيلي فوق القانون الدولي؟!".
كما تقدم اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في فلسطين بالتعازي الحارة إلى الأسرة الصحفية في فلسطين وإلى إذاعة صوت الشعب العضو في الاتحاد بالتعازي الحارة والمواساة باستشهاد أبو حسين. وأكد الاتحاد في بيان له استمرار الصحفيين الفلسطينيين في التغطية الصحفية، رغم الاعتداءات المتواصلة عملنا بكل مهنية، مشيراً إلى أن الاحتلال يهدف لطمس الحقيقة وحجبها عن العالم ليمارس جرائمه ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
ودعا إلى فتح تحقيق عاجل في كافة الجرائم التي استهدفت الصحفيين والفلسطينيين، مطالباً كل المؤسسات المعنية بحقوق الصحفيين بزيارة قطاع غزة المحاصر للاطّلاع عن كثب على حجم الاعتداءات الممنهجة بحق الصحفيين الفلسطينيين.