قال رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية الأربعاء إن فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار ستتواصل لما بعد 15 مايو المقبل، حتى تحقق أهدافها، مشددًا على أن الضفة الغربية والداخل المحتليْن ومخيمات الشتات سينخرطون بها.
وأكد هنية -في اللقاء السنوي للدعاة والداعيات استعدادًا لاستقبال شهر رمضان بغزة- أن المسيرة "جاءت بقرار وطني من الهيئة العليا لذكرى النكبة ومسيرة العودة، وستصبح هذه المسيرة نهجاً فلسطينياً".
وشدد على أن "ذروة المسيرة سيكون في 15 مايو المقبل، إلا أنها تستمر ما بعد ذلك لأن أهدافها استراتيجية ووطنية وأهداف مرحلية آنية".
وأوضح هنية أنه في رمضان المقبل ستكون الحالة الفلسطينية أمام مشهد مزدوج، منها ما يمثل روافع للقضية، وأحداث تمثل تحديات، مؤكدًا أنه سيكون فيه "تحولات تاريخية في إدارة الصراع مع الاحتلال".
وذكر أن شعبنا "سيدخل شهر رمضان بأم المسيرات (مسيرة العودة)، بشعب ينتفض في وجه المحتل؛ في مقاومة شعبية انطلقت من غزة امتدادًا لـ"انتفاضة القدس" قبل عام، حيث أسقط خلالها المقدسيون مؤامرة البوابات".
وشدد هنية على أن ما "تشهده حدود غزة بمشاركة عشرات الآلاف من الرجال والأطفال والنساء، هو صنع لتحولات ضخمة، وتسديد ضربات للصفقات التي تستهدف القدس وقضية اللاجئين".
ولفت إلى أن غزة رغم الجوع والحصار والفقر والعقوبات تخرج بعشرات الآلاف بل مئات الآلاف للمشاركة بالمسيرة، وستدخل فيها الضفة وأهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948، وسينخرط فيها مخيمات اللجوء في الشتات".
وأشار إلى أن المسيرة حققت في أسبوعها الخامس أهدافًا كثيرة "فقد أعادت فلسطين والقضية للواجهة، وحصار غزة، وأحيت الذاكرة من جديد بحق العودة".
وأكد أن "المسيرة ستسقط الصفقات المشبوهة وتوجه رسالة تحذير من كل الشعب الفلسطيني لكل من يحاول أن ينخرط في صفقات بيع فلسطين أو التطبيق والاعتراف بالاحتلال".
وأوضح أننا ندخل رمضان أمام تحدييْن، أولها الذكرى السبعين للنكبة، وقرار الإدارة الأمريكية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، ما يمثل تحديًا استراتيجياً لشعبنا وأمتنا.
وقال: "ظني بشعبنا العظيم أنه سيفسد عليهم (الأمريكان والإسرائيليين) هذيْن العُرسين (الاحتفال باغتصاب فلسطين وانتقال السفارة)".
وأضاف: "ستكون صفعة قرن للإدارة الأمريكية وكل من يريد أن يتآمر على القضية الفلسطينية، وستكون صفقة حسم مع الاحتلال الإسرائيلي".
وفي جانب آخر، شدد هنية على أنه ليس هناك فتاوى عندنا في قطاع غزة "تحت الطلب" بل فتاوى منطلقة من الأصول الفكرية وأمانة الموقف والتاريخ.
وتطرق إلى ما وصفها بـ "الفتاوى الجريئة" التي أفتى بها علماء الأمة، وحرموا فيها التنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين المباركة وعدوا ذلك خيانة لله والرسول.
كما أشاد بوقوف العلماء في غزة وتصديهم للتطرف الفكري الذي ابتليت به شباب الأمة، لمحاولة الاختراق الفكري للأمة، وبين أنهم سعوا للتنظير إلى الشريعة السمحة وأصول الفكر الذي قامت عليه أصول هذه الأمة.