فلسطين أون لاين

​علاء قدوحة "يُشهر الفنّ" في وجه المحتل

...
علاء قدوحة
غزة - هدى الدلو

حان الوقت ليشهر موهبته في وجه مغتصبه، فقد جاء اليوم الذي نطالب فيه بحقوقنا بصورة سلمية، وصار كل شيء متاحًا، عدا الرصاص، انطلق كباقي أبناء شعبه نحو الحدود الشرقية لقطاع غزة، فرأى بأم عينيه الإرادة الشبابية الصلبة التي واجهت بإصرارها جبروت الاحتلال الإسرائيلي وعنفه ضد أبناء الشعب، ودخان "الكوشوك" المتصاعد، والدخان المنبعث من قنابل الغاز المسيل للدموع، والشهداء والجرحى الذين يروون بدمهم تراب فلسطين، ممهدين بذلك طريق التحرير لمن بعدهم، هذه المشاهد وغيرها، دفعت "علاء قدوحة" نحو الخروج بعمل غنائي جديد، لعله يسهم في زيادة إرادة الشباب، ويثير فيهم العزيمة للاستمرار في الطريق التي بدؤوها.

علاء قدوحة (41 عامًا) لاجئ من مدينة يافا، تلك المدينة الجميلة التي تعد السبب الأول في إلهامه، يحلم باليوم الذي يعود فيه إليها، ويسكن حاليًا في مخيم النصيرات.

للقيام بدوره

يحمل في جعبته هوايةً منذ طفولته، وهي حبه للنشيد وترديد الأغاني الوطنية، والابتهالات الإسلامية، فكان دائمًا من المشاركين في الاحتفالات المدرسية في المناسبات الوطنية، وعمل على تطوير موهبته لتكون سلاحه في مقاومة الاحتلال.

ومع بدء فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، طوّع قدوحة موهبته لتتلاءم مع الأوضاع التي يمرّ بها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقال: "هذا الحدث العظيم الذي انتفضت فيه غزة عن بكرة أبيها وشارك فيه الصغير قبل الكبير، يحتم على كل شخص أن يقدم ما باستطاعته".

ولكي يقوم هو بدوره، انضم منذ اليوم الأول لانطلاق لمسيرات العودة التي تزامنت مع يوم الأرض الفلسطيني في الثلاثين من مارس/ آذار المنصرم، ورافقته عائلته للمشاركة فيها، وبذلك وجد فرصة مناسبة ليحدّث أبناءه عن مدينة آبائه وأجداده، وكيف هجّرهم الاحتلال منها ليعيشوا حياة النكبة والتشرّد والوجع.

وفي الجمعة الثالثة لمسيرات العودة، والتي كان شعارها "إحراق العلم الإسرائيلي ورفع العلم الفلسطيني"، استقى من المشاهد التي أمامه، ومن الحدث نفسه كلماتٍ حوّلها إلى أغنية، وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو كليب بعنوان "احرق علمهم وارفع علمك يا خية"، وفي الجمعة التي تلتها أنتج "فيديو كليب" آخر لأغنية باسم "احنا احنا أصحاب الدار".

وفي حوار مع "فلسطين"، قال قدوحة إن أغانيه تعمل على تمجيد الصمود الفلسطيني في الدفاع عن الأرض، والإرادة الصلبة التي يكنها الشباب، بالإضافة إلى تمسكهم بحقوقهم، وعلى رأسها حق العودة، ومقاومة الاحتلال بشتى الطرق، إلى جانب سعيهم لرفع الحصار عن القطاع.

وخلال مشاركته في مسيرات العودة، يشعر قدوحة بالسعادة والفخر عندما يسمع أغنياته تُذاع في مخيمات العودة، ويرددها الشباب لتلهمهم، وتزيد من حماستهم وإصرارهم على مواصلة المسير الذي بدؤوا فيه.

يجلس على إحدى التلال الرملية ويعود بذاكرته للوراء، حيث أحداث الانتفاضة الأولى التي عايشها، فقد أصيب مرتين في الرأس، إحداها أدت إلى تهتك في عظام الجمجمة واستئصال جزء منها، ورغم ذلك كان يصرّ على مقاومة الاحتلال ودحره عن أراضيه.

ودعا قدوحة الشباب إلى الاستمرار بالمشاركة في مسيرات العودة وعدم التكاسل أو التراجع، "فهي بمثابة بداية للعد التنازلي نحو العودة إلى الأراضي التي هُجر أجدادنا منها، لننعم بالعيش فيها بدلًا من ضنك العيش حاليًا"، على حدّ قوله.

يؤكد قدوحة أن الفن شكل من أشكال المقاومة ضد المحتل، ويتميز بسرعة انتشار مقارنة بالوسائل الأخرى.