فلسطين أون لاين

التقارير الصحية تكشف فظاعة رصاص الاحتلال وقنابله ضد المتظاهرين السلميين

​الصحة العالمية: الإصابات بحاجة لقدرات ليست متوافرة في غزة

...
أحد مصابي مسيرة العودة (أ ف ب)
غزة - يحيى اليعقوبي

كشفت التقارير الدولية حول طبيعة إصابات المتظاهرين السلميين المشاركين بفعاليات مسيرة العودة الكبرى قرب السياج الأمني الفاصل شرق قطاع غزة، عن فظاعة وانتهاكات جيش الاحتلال، وتعمد قناصته التسبب لهم بإعاقات مستديمة.

وأكدت التقارير استخدام الاحتلال رصاصاً محرماً دولياً ضد المتظاهرين، وانتهاكه كافة القوانين الدولية خاصة في استخدام رصاص يسبب تهتك في العظام والشرايين والأوردة ويسبب للمصابين إعاقات دائمة.

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود"، إن فرقها الطبية قدمت رعاية ما بعد العمليات الجراحية، لمن أصيبوا بأعيرة نارية خلال مظاهرات مسيرة العودة، وإن عدد الجرحى الذين عولجوا في عيادات المنظمة على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية فاق العدد الذي عالجه أطباء المنظمة طوال عام 2014، عندما شن الاحتلال عدواناً أسماه بعملية (الجرف الصامد).

وأفاد الطاقم الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود، في بيان لهم أول أمس، أنهم تلقوا جرحى يعانون من إصابات خطيرة وذات تأثير مدمّر، على خلاف نوعية الإصابات التي اعتادوا على التعامل معها.

طواقم متخصصة

و أعرب منسق القطاع الصحي بمنظمة الصحة العالمية د. عبد الناصر صبح، عن قلق المنظمة من العدد الكبير المتزايد للجرحى، وحاجة القطاع الصحي للتعامل مع هذا العدد.

وأكد صبح لصحيفة "فلسطين" أن المنظمة تسعى لتوفير المال اللازم لبعض المؤسسات الصحية التي تعمل في هذا المجال لإحضار طواقم طبية متخصصة للتعامل مع هذه الحالات الخاصة، في ظل ازدياد الحاجة لها وكذلك للأدوية والمستهلكات.

ونبه إلى ملاحظات المنظمة على نوعية الغاز الذي يستخدمه الاحتلال بعد ظهور أعراض على المصابين لم يعتدها المسعفون، مشيراً إلى أنها تحت المراقبة من قبل المنظمة حتى يتسنى الحصول على مزيد من المعلومات عن ماهيتها.

وحول إن كانت الطواقم الطبية بغزة تستطيع التعامل مع هذه الحالات، أوضح أن الطواقم والفرق الطبية الحالية في الميدان تستطيع التعامل مع الحالات في الأيام الأولى كإنقاذ حياة وتثبيت الحالة، لكن الحالات المصابة تحتاج إلى ما هو أكبر من قدرات الطواقم الطبية المتوافرة في القطاع.

وأوضح صبح أن العديد من هذه الإصابات تحتاج لطواقم متخصصة، بالذات إذا ما كان الموضوع يمس جراحة العظام والأعصاب وجراحة الأطفال والتأهيل الذي يشمل إعادة بناء أنسجة الجسم، مستدركاً: "حتى في الدول الكبرى يحتاجون لطواقم تتنقل من محافظة لأخرى نظراً لتخصصها، وغزة المحاصرة والمنعزلة عن العالم تحتاج لكل هذه الطواقم".

ولفت إلى أن المنظمة تسعى لتوفير الطواقم الطبية من الخارج وإحضارها لغزة للتعامل مع الحالات بصورة أنجع، في ظل الحصار المفروض على غزة الذي يمنع المرضى من مغادرة القطاع.

محرم دولياً

مدير شؤون الأطباء بوزارة الصحة، د. أحمد شتات، بين أن الطواقم الطبية التابعة للوزارة تفاجأت منذ الجمعة الأولى لفعاليات مسيرة العودة في 30 مارس/ آذار الماضي، بنوعية الإصابات الناتجة عن فظاعة رصاص وقنابل الاحتلال ضد المتظاهرين، مشيراً إلى أنه تم استقبال نحو 800 حالة بأقل من عشر ساعات في سبعة مستشفيات.

وأوضح شتات لصحيفة "فلسطين" أن هذه الأعداد كانت تفوق ما كانت تتلقاه وزارة الصحة في اليوم الواحد من حالات الحروب السابقة، خاصة خلال العدوان الإسرائيلي عام 2014، بالإضافة إلى أن الحالات الجديدة بحاجة لعناية خاصة كوصل شرايين وتوصيل عظام وإخراج شظايا.

وأضاف أن نوعية الجروح والإصابات التي تصل للمستشفيات من قلب الأحداث توصف من قبل الجراحين بأنها "مدمرة"، مشيراً إلى أن الرصاص الذي يستخدمه الاحتلال يؤدي إلى تهتك في العظام بشكل كبير، وفي الأوردة والشرايين، مما يحتاج إلى عمليات متتالية تستغرق وقتا طويلا للشفاء، بالإضافة إلى أنها تسبب الإعاقة.

وبين شتات أن الرصاص المستخدم ليس تقليدياً، وأنه يتحول لقطع وشظايا تنشطر لعدة أجزاء حادة لديها المقدرة على الاستمرار في قطع الشرايين والأوردة مما يزيد الإصابة خطورة، لافتاً إلى أن الصحة بحاجة للتحقق من نوعية الرصاص المتفجر المحرم دولياً الذي يستخدمه الاحتلال.

وحول ارتفاع حالات البتر إلى 17 حالة، ذكر أن الأطباء في بداية الإصابات يحاولون وضع أجهزة تثبيت العظام بسبب التهتك الشديد، إلا أن عمليات الحفاظ على الطرف لا تنجح، فيضطر الجراحون لبتر الطرف بعد فشل جميع المحاولات لتأمينه.

وفي السياق، أكد أن وزارة الصحة دعت المؤسسات الدولية للمساعدة والوقوف على الغاز المستخدم الذي يسبب الهذيان وفقدان السيطرة، وحركات لا إرادية، مبيناً أن الوقوف عند نوعيته يحتاج لأجهزة متقدمة لا يسمح الاحتلال بإدخالها.