حملات اعتقالات طالت المئات من الناشطين المقدسيين، بسبب منشوراتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث بشكل أساس عن خطورة الأوضاع في مدينة القدس المحتلة، وإغلاق عشرات المؤسسات الإعلامية آخرها كان قرار الاحتلال بإغلاق مؤسسة "إيليا" للإعلام الشبابي، ناهيك عن استهداف الصحفيين في كل نشاط يتواجدون لتغطيته.
كل ما سبق صورة مصغرة لما يكافح الاحتلال بكل الوسائل المتاحة من أجله؛ لتغييب القدس عن الصورة العالمية وعزلها إعلامياً ليزيد من سطوته عليها دون رقيب أو حسيب.
ومع مطلع الأسبوع الحالي، تفاجأ مدير مؤسسة "إيليا" الصحفي أحمد الصفدي، بقرار عُلق على البوابة الرئيسة للمؤسسة يقضي بإغلاقها حتى إشعار آخر بتهمة "الإرهاب".
وأوضح الصفدي لصحيفة "فلسطين"، أن "إيليا" تأسست عام 2004 بجهود شبابية تطوعية ذاتية دون أي دعم من أي جهة، واهتمت بتغطية كافة النشاطات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في مدينة القدس، وركزت على رصد انتهاكات الاحتلال المختلفة في أنحاء المدينة.
وأضاف الصفدي أن الاحتلال علق قراراً على الباب الرئيس للمؤسسة موقعاً باسم وزير جيشه أفيغدور ليبرمان يتهم فيه المؤسسة بأنها "منظمة إرهابية"، وبالتالي يمنع العمل بها أو معاودة فتحها حتى إشعار آخر.
وبين أن مؤسسة إيليا تضم (34) متطوعاً جُلهم من الشباب، منهم من تخرج من كليات الإعلام أو على وشك التخرج، ومنهم أيضاً من أحب عمل الصحافة فتطوع، لافتاً إلى أن المؤسسة توفر دورات تدريبية للشباب المتطوعين لديها وأيضاً للصحفيين المقدسيين في مجالات التصوير والمونتاج والتحرير الصحفي وغيرها من الأمور المتعلقة بالعمل الصحفي الميداني خاصة.
واعتبر حجج الاحتلال بكون المؤسسة تدعم الإرهاب "حججا واهية وعارية عن الصحة"، مؤكداً أن "المؤسسة تطوعية".
واستهجن القرار الظالم بحق الإعلام المقدسي، مؤكداً رفضه لقرار الاحتلال إغلاق المؤسسة والذي "يأتي في إطار تكميم الأفواه وحجب صوت الحقيقة ودفع المؤسسات المقدسية إلى خارج حدود المدينة المقدسة".
وأشار الصفدي إلى أنه ومؤسسته لا يثقون بالجهات القانونية ولا محاكم الاحتلال، منوهاً إلى أن "الغريم هنا القاضي ولا فائدة من الشكوى"، إلا أنه سيقدم استئنافاً على القرار رغم ضعف الأمل، كما يقول.
من جانبه، علق الصحفي المقدسي محمد عبد ربه على إغلاق مؤسسة "إيليا"، بأن ذلك يأتي ضمن سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال ضد المؤسسات الإعلامية منذ مطلع التسعينيات.
وأشار عبد ربه لصحيفة "فلسطين" إلى أن مؤسسة إيليا ليست المؤسسة الأولى التي يتم إغلاقها ولن تكون الأخيرة "إذا بقي الصمت على جرائم الاحتلال، كما هو الآن مخجل ومخزٍ"، وفق قوله.
وأضاف "لقد أغلق الاحتلال من قبل صحيفة الفجر، وصحيفة الشعب، ومجلة العودة، وصحيفة النهار، ومكتب مؤسسة مركز إعلام القدس، كما منع فتح المقر الرئيس لنقابة الصحفيين الفلسطينيين".
ولفت إلى أنه وبالتزامن مع إغلاق مؤسسة إيليا، فإن بنك "ليئومي" الإسرائيلي يستعد لفتح فرع جديد له في المقر السابق لصحيفة القدس الواقع في شارع صلاح الدين وسط المدينة!.