قائمة الموقع

​الشاعرة الطفلة.. تنتظر الجمعة على أحرّ من الجمر

2018-04-22T07:24:23+03:00

لم يتجاوز عمرها السادسة عشرة، ولكن حبها لفلسطين ولبلدتها الأصلية "يبنا" يفوق الحدّ، فكيف لا وهي التي تربت في بيت خرج منه أخوها الشهيد، ولا مانع لديها من أن تقدم هي الأخرى روحها لذات السبب، فداءً لوطنها، لعلها تجتمع مع شقيقها في الجنة، وتحظى بلقاءٍ أخويّ لم تحظَ به في دنياها، فقد رحل بينما كانت هي في سنوات عمرها الأولى.

الطالبة والشاعرة آية عاشور، فتاة في الصف الثاني الثانوي، تعيش في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، منذ اليوم الأول لانطلاق مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، كانت من الأوائل الذين وجدوا في المنطقة القريبة من السياج الفاصل على الحدود بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، وكان وجودها لافتًا ومؤثرًا في كلّ من هم حولها.

لولا الدراسة

هي الفتاة التي لم تسمح للعلم الفلسطيني بأن يسقط من يدها طوال فترة وجودها في المكان، وهي التي شاركت في جمعتي الكوشوك وحرق العلم الإسرائيلي، كما شاركت بوجودها في المناطق القريبة من السياج الفاصل من خلال دعم الشباب وتحفيزهم للبقاء والاستمرار في التفاعل مع المسيرة.

قالت في حديثها مع صحيفة "فلسطين": "أنا أشارك في مسيرة العودة كل جمعة، ولو كان باستطاعتي أن أشارك كل يوم، لذهبت إلى مخيم العودة يوميًا، ولكن ارتباطي بدوامي المدرسي والدراسة للامتحانات النهائية، يجعل مشاركتي مقتصرة فقط على يوم الجمعة، لذلك أكون بكامل نشاطي وأنا موجودة هناك".

من الجمعة إلى الجمعة، تنتظر آية على أحر من الجمر، لتذهب هي وعائلتها إلى خيام العودة في منطقة رفح.

وأشارت إلى أن عائلتها حاولت في بداية الأمر منعها من المشاركة في مسيرة العودة أو على الأقل الاقتراب من السياج الفاصل، إلا أنها هددت بالهروب من المنزل إذا لم تحصل على المواقفة للمشاركة.

سؤالٌ مستفز

وعند سؤالي لها: "ألا تخافين من وجودك في تلك المنطقة؟"، أجدها تجيب بعصبية وكأن السؤال أغاظها: "لماذا نخاف؟ نحن شعب الجبارين ولا نخاف من دفاعنا عن شيء نملكه، فهذه أرضنا"، لتكمل بعدها: "أي والله عصبت أنا هلقيت ومش متحملة عن جد كلامك".

لا تتخيل الطفلة آية أن تكمل حياتها فيما بلادها لا تزال محتلة، ولذا فلن تسمح هي وجميع الشباب الذين يقاومون في مسيرة العودة باستمرار الوضع الحالي، على حدّ قولها.

وقالت إن أكثر ما أثر فيها هو عدم قدرتها على تقديم شيء للشباب الذين يطلق جنود الاحتلال النار عليهم، مضيفة: "كنت أتمنى أن أكون قادرة على التصدي لكل رصاصة تتفجر في جسد كل صبي أو شاب له مستقبل وحلم يسعى لتحقيقه".

في الجمعة الأخيرة، جمعة الأسرى والشهداء، طبعت صور أخيها الشهيد ووضعتها على عدد من الأطباق الطائرة وأطلقتها في الهواء لتصل إلى ما بعد السياج الفاصل، لعله يرى الأرض التي حرمت هي وأهلها منها.

وإلى جانب تلك الروح المعنوية العالية والثائرة لآية عاشور، نجد فيها الشاعرة الصغيرة والتي عبرت بكلماتها القوية عن مسيرة العودة الكبرى فقالت: "من خلف الجدار أكتب وفي ليالٍ حالكات.. عن حق لا نزال عنه إلى أن تفنى الكائنات.. حق عودتي الذي حلمت به مذ رأيت السماوات.. تلك القدس تلك نبض قلبي وحبيبتي التي هجرت منها منذ سنوات.. اليوم أتيت لكم بكل ما لدينا من زاد وبكل ما لدينا من أعلام وزجاجات.. أنتم تقولون بأننا مجانين ولكننا اليوم سنريكم جنوننا حين تفرون كالكلاب الضائعات.. خسئتم وكل من قال لإنه لكم دولة على أرض الديانات".

اخبار ذات صلة