يترصد الشاب مؤمن فسيفس أي قنبلة مسيلة للدموع يطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي تجاه المتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرات العودة قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وأراضي الـ48 قبل أن يسارع مع زملائه لإطفائها ووضع حدٍّ لانبعاث الغاز منها.

ويجتهد مؤمن (21 عاما) قدر الإمكان في منع تحقيق جيش الاحتلال أهدافه في فض الجمهور المحتشد داخل مخيم العودة في بلدة خزاعة شرق محافظة خان يونس، عبر تشكيل "وحدة مكافحة الغاز" معتمدًا على إمكانيات بسيطة غير أنها فاعلة.

ويقول فسيفس لـ"فلسطين": إنه وعشرات من زملائه ينتشرون في المخيم وتخومه يعملون منذ ساعات الصباح الأولى من كل يوم ابتداءً من الخميس الماضي يوم الإعلان عن تشكيل الوحدة لإطفاء أي قنبلة تطلق تجاه المخيم أو المتظاهرين.

ويلفت إلى أنه يستخدم أدوات بسيطة وهي دلو فارغ لكتم قنابل الغاز، ومن ثم التعامل مع المصابين في المكان بدهن وجوههم بخل التفاح الأبيض، والذي وصف لهم من مصادر طبية بفعاليته لإطفاء تأثير ضرب الغاز في أجساد المتظاهرين.

ويستخدم جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع بشكل كثيف تجاه المتظاهرين والمعتصمين في مخيمات العودة، منذ انطلاقها في الـ30 من مارس/ آذار الماضي، في ذكرى يوم الأرض.

ويشير الفتى إبراهيم أبو ظريفة وهو متطوّع آخر في وحدة مكافحة الغاز إلى أن طريقة التعامل مع قنابل الغاز، جاءت كفكرة للحد من تأثير الغاز المُلقى على المخيم، وأن نجاحا ملاحظا بشهادة الحضور حول الطريقة المستخدمة.

ويلفت أبو ظريفة (16 عامًا) لـ"فلسطين" إلى أن المتطوعين في الوحدة يخاطرون بأنفسهم، في سبيل إنقاذ الناس والذين يصاب بعضهم بالإغماء نتيجة استنشاقهم لكميات من الغاز المسيل للدموع، والذي لا يكف جنود الاحتلال عن استخدامه بغزارة.

وينبه طارق النجار (17 عامًا) إلى أنه وبعد إطفاء قنبلة الغاز بكمرها بالدلو الفارغ، يجري التعامل مع بعض المصابين بوضع أوراق مرشوشة بعطر الكولونيا للتخفيف من حالة احتقان الأنف وعدم القدرة على التنفس.

ويقول النجار لـ"فلسطين": إن تواجد الشبان في مخيم العودة أكسبهم خبرة في التعامل مع قنابل الغاز، الأمر الذي استدعاهم لتشكيل وحدة مكافحة الغاز، والبدء بالتعامل معهما كأولوية لاستمرار عمل المخيم.

ويذكر أن إصابات عدة جرى نقلها على يد الشبان في الوحدة لسيارات الإسعاف المتواجدة في المكان بعد إسعافها الأولي، إلى جانب تمكين المسعفين من الوصول لمكان إصابة البعض بعد إطفاء القنابل الغاز التي أطلقت من قبل الاحتلال.

ويستمر الفلسطينيون في مخيمات العودة التي انطلقت في ذكرى يوم الأرض 30 مارس/ آذار الماضي، ومن المقرر أن تبلغ ذروتها يوم 15 مايو/ أيار القادم، ذكرى يوم احتلال فلسطين، في رسالة أساسها العودة لبلادنا الأصلية.