قائمة الموقع

"إنّا إليها راجعون".. معرض فني قبالة السياج الأمني الفاصل

2018-04-21T05:42:52+03:00
جانب من المعرض (تصوير / محمود أبو حصيرة)

على بعد بضعة أمتار من ذات المكان الذي استشهد فيه الشاب عبد الفتاح عبد النبي خلال مشاركته في الجمعة الأولى من مسيرة العودة وكسر الحصار، وقف رفاق الشهيد أمام صورة فوتوغرافية وثقت لحظة الإصابة القاتلة، مستذكرين اللحظات الأخيرة له قبل أن تستهدفه قناصة الاحتلال الإسرائيلي.

ووضعت صورة الشهيد عبد النبي إلى جوار عشرات اللوحات والصور الفوتوغرافية التي عبرت عن أحداث المسيرة السلمية، داخل معرض "إنا إليها راجعون" الفني، الذي أقامه المصور محمود أبو سلامة قبالة السياج الفاصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 داخل "مخيم العودة"، شمال غزة.

وتنوعت مضامين الصور التي عرضها أبو سلامة ما بين تلك التي تظهر حجم المشاركة الجماهيرية في مسيرة العودة منذ انطلاقها في الثلاثين من الشهر المنصرم بمناسبة الذكرى الـ42 ليوم الأرض، وأخرى توثق اللحظات الأولى لانتهاكات الاحتلال بحق المشاركين السلميين.

وفي المدخل المؤدي للمعرض علقت صورة لشاب توشح بالكوفية الشهيرة ورفع العلم الفلسطيني، ومن خلفه كانت ألسنة اللهب تتصاعد، وإلى جوارها كانت صورة لرجال الإسعاف وهم يسابقون الزمان لإنقاذ حياة أحد الجرحى، ثم صورة لرجل بلغ من الكبر عتياً وقد أمسك بيدي أحفاده الصغار أثناء وقوفهم مجتمعين قبالة السياج الفاصل.

وفي واجهة المعرض، علق أبو سلامة سلسلة صور توثق المشاهد الأخيرة للشهيد عبد النبي (19 عاماً) وتحديداً تلك التي تظهره حاملاً إطاراً مطاطياً "كوشوك" بيديه، وأخرى لحظة سقوطه على الأرض، قبل أن يرفعه الشبان الغاضبون على أكتافهم.

الشاب عبد الله أبو سيف، الذي تجول في أرجاء المعرض ووقف متأملا صور بعض الشهداء، رأى أن المعرض حمل فكرة غير عادية ورسالة تحدٍّ للاحتلال، بأن عدسات الكاميرات الفلسطينية توثق انتهاكاتك بحق المواطنين السلميين، ثم تعرض تلك الصور الموثقة أمام أعين جنودك"، معبراً عن إعجابه بالمعرض وفكرته.

واستبدل أبو سلامة الحوامل الخشبية الثلاثية المخصصة لعرض الصور بالأسلاك الشائكة، بينما حددت معالم ساحة المعرض الفني بعشرات الأعلام الفلسطينية التي أحاطت به من الجوانب الأربعة على مرمى أعين جنود الاحتلال المتمركزين بعتادهم المسلح خلف التلال الرملية المطلة على مخيم العودة.

وعن فكرة المعرض ورسالته، تحدث أبو سلامة لصحيفة "فلسطين" أن "هذا المعرض الجديد خصص لعرض 40 صورة فوتوغرافية موضوعها الأساس مسيرة العودة وكسر الحصار وما يدور فيها من أحداث، وذلك من بين مئات الصور التي التقطتها طوال الأسابيع الثلاثة الماضية أثناء تغطية مجريات المسيرة في المناطق الحدودية".

وأضاف أبو سلامة "حاولت أن أستهدف جميع فئات المجتمع الفلسطيني، عبر صور ولقطات سلطت الضوء على دور المرأة الفلسطينية، والطفل، والمسن، فضلاً عن توثيق شجاعة الشهداء، وتحديداً شهيد الجمعة الأولى عبد الفتاح عبد النبي الذي ارتقى شهيدا على بعد أمتار قليلة من مكان المعرض".

ويهدف المعرض، وفق أبو سلامة، لفضح انتهاكات الاحتلال ضد الفلسطينيين العزل أثناء مشاركتهم في مسيرة سليمة للمطالبة بحقوقهم العادلة، بداية من حياة كريمة عوضاً عن المطالبة بإنهاء الحصار المشدد، مروراً بإنهاء الاحتلال، وصولاً لحق عودة اللاجئين إلى ديارهم.

وأشار إلى أنه سيعمل خلال الفترة المقبلة على نقل صور معرض "إنا إليها راجعون" إلى مخيمات العودة المقامة في المناطق الحدودية على طول السياج الفاصل، بالإضافة إلى توسيع مضامين المعرض لتشمل صوراً جديدة توثق انتهاكات الاحتلال المتصاعدة جمعة بعد أخرى.

اخبار ذات صلة