فلسطين أون لاين

​لا تُطفئ دهشتهم

...
صورة تعبيرية
بقلم/ إكرام السعايدة

تجاربك المختلفة في الحياة، ليس بالضرورة أن تنطبق على غيرك..

لا تُطفئ دهشة التجارب الجديدة في حياة الآخرين، دعهم يعيشونها ويمتلؤون بها..

لا تُخيّب ظنون الملهوفين، ولا تُطعم حيرتهم بالبؤس. دعهم جوعى للمجهول..

فشلك لا يعني فشل من حولك.. لا يعني أنّ سير حياتك هو ذاته الذي يسيرون عليه..

فشلك في اختيار تخصصك، في أداء مهمة ما، في الجد والاجتهاد ..

فشلك في اختيار شريك حياتك، في عملك.. في شؤونك الخاصة والاجتماعية في مشاريعك الصغيرة وتفاصيلك.. لا يعني أنّ جميع من حولك تنطبق عليهم قوانين حياتك وتفاصيلها! ونجاحك أيضاً في جانب من جوانب الحياة لا يعني بالضرورة أن تنظر بعين الغرور لمن حولك و تختال بنفسك.. لأنّ لكل واحد في هذه الحياة جانبه المشرق.. و كل جانب يختلف عن غيره .

حينَ ترىَ أحدًا مفعمًا بحسنِ الظن وبالفرح.. لا تصفعه بكلمة تشاؤمية من قاموسك الممتلئ بالخيبة..

كن على يقين أن تجارب الحياة مزيجٌ عجيب من لذة وألمٍ؛ فلا تغادرها بدون أثرٍ يبقى وراءكَ ذكرى جميلة في حياةِ أحدهم فمهما حاولتَ الفصل بين تلك الثنائية الرمادية؛ لن تبرح مرارة التجربة تخالطها حبيباتُ لذةٍ من نوعٍ ما تحضر وتغيب في اللاوعي بلحظةٍ وأخرى!. . عش حياتك ولا تنظر للخلف كثيراً؛ فما ينتظرك حافلٌ بأن تكفّ عن الالتفات، والإمعان بتلك الرؤى القادمة قبل أن تمرّ مرّ السحاب! بالطبع اطبع ذلك بمخيلتك ومخيلة الآخرين وتذكر:

*لا تحقـــرن أي تجارب يخوضها الآخرون حتى لو كانت بسيطة.

*ثق تماماً من اختارك ليحدثك عن غمار تجربته تعني له الكثير الكثير فلا تخيب آماله وتنتقص من شأنه ومن شأن تجاربه مهما قلّ شأنها فهي تعني له الكثير.

*على قدر العقبات والتحديات التي تمرّ بنا في الحياة؛ تكون إعادة ترتيب أوراقنا فيها.. وحقاً من قال: تجاربُ الإنسان تعيدُ له الاتزان!

ولكي يستفيد الإنسان من تجارب الحياة ودروسها، لا بد له من وقفة مع النفس، يراجع فيها شريط يومه وحيثياته ويسترجع سلوكياته، مشاعره، انفعالاته، ما هو المناسب من تصرفاته؟ وما هو الشاذ منها؟، هل أحسن صنعاً عندما استشاط غضبا على عامله، أو ثار هائجا على طفله وضرب بمشاعره عرض الحائط، أو خان أمانته، أو أخلف وعده؟ فيتعلّم درساً من الحياة فلا يلدغ من جحر مرّتين، وكفى بها يقظة وحكمة. أما أن نعيش حياتنا بنظام تلقائي وكأننا مبرمجون أوتوماتيكيا تجاه ما نستقبل من أقوال أو أفعال من غير إعادة حساب لردود أفعالنا أو تحكيم عقولنا على مزاجنا أو أهوائنا، فمن يرد على الشتيمة بشتيمة أخرى والعصبية بعصبية تماثلها، لن يُغيّر من حياته شيئًا بل سيرجع القهقرى.

كما أن الاستفادة من تجارب الآخرين وتحليل خبراتهم أمر ضروري يضيف خبرتهم إلى خبراته، ويجنّبه الوقوع في مزالقهم، وقد قيل: “تجريب المجرِّب تضييع”.. تضييع للجهد والأثر والعبرة، كما قيل: “في التجارب علم مستحدث”، سواء كانت تجاربنا أو تجارب من سبقنا شريطة أن نعيها لنستفيد منها.

وأخيراً تذّكر الحياة أجمل لو كانت ممتلئة بدهشة التجارب، أن يعيش كل واحد فينا حياته بالطريقة التي يختارها ويحبها.. ومن الأجمل لو رسم كل واحد منّا أحلامه بيده.. دون أن تخطها أيدي الآخرين!