مشهد الرضيع "مهاب" وهو يحمل زجاجة الحليب بيد، وبيده الأخرى يحمل حجرًا، على الحدود الشرقية لمحافظة رفح، يترجم مقولة "الفلسطينيون يرضعون حب الوطن"، وحبه يجري مجرى الدم في عروقهم فلا عجب أن ترى رضيعًا يقاوم، ففلسطين موجودة في "جيناته".
صورة "مُهاب" ابن العام والنصف، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الجمعة الماضي، أثناء وجوده مع أسرته المشاركة في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار.
"فلسطين" بحثت عن "كواليس" التقاط الصورة، فتحدث مع، والد الطفل مُهاب، أخصائي الجراحة في مستشفى غزة الأوروبي الدكتور محمد أبو هلال..
عفوية
يقول أبو هلال لـ"فلسطين" إن صورة نجله كانت عفوية غير مُخطط لها، حيث التقطتها عدسة المصورين لحظة خروجه الخيمة، بينما كانت أخته تقوم بتبديل ملابسه.
يضيف: "لم أكن برفقة زوجتي وأبنائي في ذلك اليوم بحكم عملي في الطوارئ بالمستشفى، ولم أكن أعلم شيئا عمّا يجري معهم، إلى أن تفاجأت في منتصف الليل بانتشار صورة مهاب على (فيس بوك)".
ويتابع: "اتصلت بزوجتي على الفور لأخبرها واستفسر عن الظروف التي التُقطت فيها صورة مُهاب، لتخبرني بأن أخته كان تبدل له ملابسه في الخيمة، وفي تلك الأثناء ألقى الاحتلال قنابل غاز مسيل للدموع بكثافة على المنطقة، فخرجت أفراد الأسرة في الخيمة ليشاهدوا ما يجري، ومعهم خرج مهاب دون أن يشعروا به".
ويواصل: "استغل المصورون في تلك اللحظة الهيئة التي كان عليها مُهاب، إذ كان يمسك بيديه زجاجة الحليب وحجر، فالتقطوا الصورة".
صورة الرضيع "مهاب" الذي خرجت أسرته للمطالبة بحق العودة إلى بلدته "بشيت" تؤكد على أن مسيرة العودة سلمية، فها هي العائلات الفلسطينية تشارك فيها وتصطحب أطفالها للمكان، بحسب أبو هلال.
ويوضح أبو هلال: "إلى جانب الصورة العفوية لمهاب، أخواته شاركن في فعالية لدبكة الشعبية على الحدود، وهذا هو الوعي الجمعي للشعب الفلسطيني يبدأ من رضعه حتى مشيبه".