رأى مراقبان أن ازدواج الملاحقة الأمنية من أجهزة أمن السلطة وقوات الاحتلال الإسرائيلي في كل من الضفة الغربية وأراضي الـ48 المحتلتيْن أفشل مسيرة العودة الكبرى، التي انطلقت شرارتها الأولى بغزة في الذكرى الـ42 ليوم الأرض التي وافقت 30 آذار (مارس) الماضي.
وأكدا لصحيفة "فلسطين" أن احتضان غزة للمقاومة والدعم الأمني والسياسي والتنظيمي ساهما في نجاح مسيرة العودة، التي حملت طابعًا سلميًّا وقابلها باستخدام القوة المفرطة قناصة جيش الاحتلال.
وكانت مسيرة العودة انطلقت قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948م، في خمس نقاط من الشمال الشرقي للقطاع المحاصر حتى أقصى جنوبه.
ورأى أستاذ العلوم السياسية والإعلام في جامعات الضفة كمال علاونة أن نموذج المقاومة المدنية السلمية نجح في غزة، لكنه فشل في الضفة منذ بدء مسيرة العودة، مرجعًا ذلك إلى الظهير الأمني والسياسي والتنظيمي للمقاومة الفلسطينية في غزة، والرعاية والاهتمام الحركي والفصائلي بالنشطاء والمشاركين فرادى وجماعات وعائلات وأسر رافضة للقمع الإسرائيلي.
وذكر من تلك الأسباب الاستعداد إلى الانفجار والتصدي والتحدي في قطاع غزة، لدى الجمهور الفلسطيني المحصور في بقعة جغرافية محددة.
كذلك الرغبة في التنفيس عن الكبت والاحتقان النفسي والاجتماعي والاقتصادي في غزة، مقابل عدم التبني الرسمي الفلسطيني والفصائلي الحقيقي للمقاومة الشعبية في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أفاد علاونة.
وأضاف: "أيضًا حملات الاعتقال، والاستدعاءات، والملاحقات المزدوجة من جيش الاحتلال وأجهزة أمن السلطة، والتحقيق مع النشطاء الشباب في الضفة كانت من أبرز أسباب فشل مسيرة العودة هناك، في حين عكس ذلك في غزة، حيث التشجيع والتحريض الإيجابي والدعم الإعلامي والمعنوي".
وتابع: "بُعد حواجز جيش الاحتلال في الضفة عن مراكز المدن والتجمعات السكانية الفلسطينية، وتهديد الاحتلال لوسائل النقل الفلسطينية بسحب التراخيص، ومصادرة الحافلات والمركبات التي تنقل نشطاء المقاومة السلمية إلى مواقع الاشتباك ضد حواجز ودوريات الاحتلال العسكرية والمستوطنات القريبة أيضًا من أسباب فشل أي حراك".
أما المحلل السياسي عباس زكور من الأراضي المحتلة عام 1948م فقال: "إن تحرك الفلسطينيين في الداخل المحتل محدود بفعل إجراءات الاحتلال، لكنهم يعملون بقوة وفعالية باستغلال قوة وسائل الإعلام ودعم صمود وثبات شعبنا في غزة والضفة".
وأكد زكور حرص أهالي الـ48 على إقامة الفعاليات في ذكريات المناسبات الوطنية الهامة، مثل: يوم الأرض، وذكرى يوم النكبة التي توافق الـ15 أيار (مايو) من كل عام.
ونبَّه إلى أن الفعاليات التي ينظمها أهالي الـ48 تعتمد على ما هو متاح لهم، وما يقدرون على القيام به من أجل رفع الصوت الفلسطيني في وجه سياسات وانتهاكات الاحتلال.
وأبدى تأييده الكبير لسلمية التظاهرات قرب السياج الفاصل شرق قطاع غزة، واصفًا اعتداء جيش الاحتلال عليهم واستخدام القوة المفرطة ضدهم بـ"الغاشم والمهين".
وقال ذكور: "إن فلسطينيي الـ48 يعملون جاهدين على إبراز مساوئ الاحتلال، والحصار المفروض على غزة".
ورأى أن غزة انطلقت بمسيرات العودة بعد أن درست المرحلة، وأدركت أنها تتطلب أسلوبًا جديدًا يناسب طبيعة الحالة السياسية والأمنية فيها.