قائمة الموقع

هل يدفع نتنياهو (إسرائيل) إلى زاوية العزلة السياسية؟!

2017-01-02T08:48:35+02:00
صورة أرشيفية

القرارات الأخيرة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي التي يرأسها بنيامين نتنياهو، والتي جاءت كردة فعل إزاء قرار مجلس الأمن الدولي 2334 الذي أدان الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، لاقت انتقادات لاذعة من وسائل الإعلام الأجنبية، وتنبأت لدولة الاحتلال الإسرائيلي بعزلة سياسية.

والسؤال الذي يطرح نفسه: سياسات نتنياهو هل تدفع (إسرائيل) إلى زاوية العزلة السياسية؟، أم أنها ستحتفظ لدولة الاحتلال بمكانتها ومركزها الذي تعتقد أنه لا يزال لها كدولة قوية وسط المجتمع الدولي حسب تصريحات نتنياهو الأخيرة.

الكاتب والمحلل السياسي خالد عمايرة، يرى أن ما تقوم به حكومة نتنياهو هي ردود فعل "هستيرية انفعالية"، وحدوث عزلة للاحتلال يعتمد على الإرادة الدولية وخاصة الأمريكية والدولية.

وقال عمايرة لصحيفة "فلسطين": إذا قام المجتمع الدولي بفعل المطلوب بعد قرار مجلس الأمن 2334، ستعاني (إسرائيل) بالفعل عزلة دولية، والعكس صحيح، فالأمر مرهون بمدى استعداد المجتمع الدولي لمقاطعة الاحتلال.

وأكد على ضرورة أن يدعم قرار مجلس الأمن حركة "PDS" الأوروبية لمقاطعة منتجات المستوطنات الأوروبية، وأنه من الضروري أن تقوم الدول من خلال قرارات المجلس بتشجيع حركة المقاطعة الأوروبية.

واستدرك "هذا لا يعني أن الاحتلال الإسرائيلي سوف يستسلم بل على العكس سيتعامل بانفعالية مفرطة، وهذا من علامات الضعف الناتج عن تفاجئه بالقرار والذي اعتبر صفعة حقيقية لحكومة نتنياهو".

وأشار إلى أن الردود "الهستيرية" تجاه قرار مجلس الأمن لم تحصل منذ سبعينيات القرن الماضي، موضحًا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستحاول التحايل على الموضوع ومحاولة التقليص من قرار 2334.

ودعا الفلسطينيين إلى ضرورة اغتنام هذا القرار ومحاصرة الاحتلال دبلوماسيًا وسياسيًا، ومقاطعته، بغض النظر عن الإجراءات التي سيتخذها ترامب لإنقاذ الموقف لصالح الاحتلال الإسرائيلي والذي أعلن ترامب دعمه له ولمخططاته الاستيطانية.

تغير مكانها

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، أن دولة الاحتلال اليوم لم تعد في مكانتها كالسابق، معتبرًا أن قرار إدانة الاستيطان في الأراضي المحتلة، خطوة سياسية في صالح القضية الفلسطينية العادلة.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن هذا القرار سيؤدي لمزيد من العزلة السياسية الدولية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وإن دل على شيء فهو يدل على وعي الدول لحقيقة الإرهاب الذي تمارسه (إسرائيل) بحق الشعب الفلسطيني".

واعتبر القرار الأممي 2334، بأنه دولي جديد على عدالة القضية الفلسطينية كما أنه يدلل على الرفض الدولي للإرهاب الإسرائيلي الذي تُمارسه دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن الاحتلال يتخبط من قرار إدانة الاستيطان ومنزعج منه إلى حد الصدمة.

وقال "الاحتلال الإسرائيلي يدرك جيدًا تبعات هذا القرار، خاصة أنه كان وما زال يمارس رواية الكذب والتضليل على الصعيد الدولي ولم تعد صورته كما يريد, بعد أن اتخذ مجلس الأمن قراره يوم الجمعة الماضية".

ونتيجة لهذا القرار، توقع الكاتب والمحلل السياسي الغريب، أن عددًا من الدول الغربية ستغير موقفها من سياسات الاحتلال بالإضافة إلى مقاطعة دولة الاحتلال على اختلاف أشكال هذه المقاطعة.

ودعا الدبلوماسية الفلسطينية إلى ضرورة اتخاذ مزيد من المواقف الدولية الكفيلة بكبح جماح الاحتلال ووقف جرائمه وإنهائه عن أرض فلسطين المحتلة، مطالبًا بضرورة حشد موقف من الدول العربية والإسلامية لإسناد القضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني ورفض التطبيع مع الاحتلال.

واعتبر أن رد حكومة نتنياهو كان متوقعًا وقال: "هذا نابع من تخبط هذه الحكومة وانزعاجها الشديد، وهذا معروف عنها لأنها لا تحترم قرارات أو قوانين، متوقعًا أن يصدر عنها مزيد من الخطوات التي تعكس الإرهاب والتطرف في الموقف الإسرائيلي.

وختم حديثه قائلاً "هذا يدل على عجز وفشل سياسات الاحتلال وكشف عورته أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي".

اخبار ذات صلة