قائمة الموقع

المطابخ البيتية في قلقيلية وسيلة إنتاجية لربات البيوت

2018-04-15T06:20:20+03:00

نتيجة للظروف الاقتصادية السيئة وانعدام مصادر الدخل للكثير من العائلات الفلسطينية بسبب تفاقم البطالة في صفوف الفلسطينيين، بحثت ربات البيوت في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة عن وسائل توفر مصادر دخل، فكانت فكرة المطابخ البيتية التي تصنع المأكولات للزبائن داخل البيوت وترسلها لهم حسب رغباتهم وفي الأوقات التي تناسبهم.

ويعد مطبخ "بيتي" لصاحبته إيمان حوراني في قلقيلية واحدًا من عدة مطابخ تصنع المأكولات بكافة أنواعها والحلويات وترسلها إلى البيوت التي طلبتها، ووسيلتها في نشر الدعاية موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حيث يتم وضع أرقام الجوال والسيلكوم للاتصال والحجز.

تقول حوراني (39 عاما) لصحيفة "فلسطين": "أنا قبل فكرة المطبخ البيتي كنت أعاني من جلطة على الرئة، وبعدها توجهت للشؤون الاجتماعية وطرحوا فكرة المطبخ البيتي ووافقت على هذه الفكرة كوني أحب تجهيز الطعام، وتم تمويلي بقيمة 23 ألف شيقل ونجح المطبخ البيتي بشكل سريع جدًا".

وتوضح حوارني بأنها تعيل أسرتها المكونة من خمسة أطفال وزوجها الذي لا يستطيع العمل، مبينه بأنها تقوم يومياً بتجهيز الطعام والحلويات وتسويقها عند المعبر الشمالي للعمال في قلقيلية من خلال ابنها بعد أن يعود من المدرسة".

وتضيف: "هذه المطبخ جعلني أستقلّ اقتصاديًّا ولا أحتاج لأحد أنا وأطفالي وزوجي، فهو وسيلة جيدة لتوفير الدخل، وأنا أفتخر أنني استطعت توفير مصدر دخل لعائلتي وأقوم بتجهيز كل الطلبيات، وهناك مطابخ بيتية كثيرة في مدينة قلقيلية ونقوم بالتنسيق فيما بيننا إذا زادت الطلبات علينا، فالزبائن في بعض الأحيان تتزاحم طلباتهم وأستعين بمطابخ أخرى، وهذا يشكل لنا دعمًا اقتصاديًّا مهمًا".

وتابعت قائلة: "المطابخ البيتية نجحت بشكل منقطع النظير، وفي كل يوم طلبيات جديدة من زبائن من كل المناطق المحيطة ومن فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 48، وخصوصًا الأكلات الشعبية".

وتشير حوراني إلى أنها تتلقى رسائل من الزبائن تتضمن السعادة والسرور من مذاق الأكلات؛ الأمر الذي يشجعها على الاستمرار في هذا المجال وتطوير العمل كي يواكب ازدياد الطلب على المطبخ، لافتة إلى أن هناك عروضًا يومية على بعض المأكولات والحلويات يتم إشعار الزبائن بها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

من جانبه، قال أبو أحمد، أحد الزبائن الذي يعتمد على مطبخ بيتي: إن "المطبخ وسيلة ممتازة لتوفير الطعام الجاهز والمتقن للضيوف، وبأسعار أقل بكثير من المطاعم، وأستخدم المطبخ البيتي في الأسبوع على الأقل مرة واحدة".

ويرى الخبير الاقتصادي نصر عطياني بأن "الفلسطينيين يبدعون في توفير وسائل إنتاجية بأقل التكاليف، فهناك مشاغل الخياطة البيتية، وتربية الطيور داخل المنازل في الريف، وكذلك تربية الأغنام والأبقار، وخلايا النحل وغيرها من المشاريع الصغيرة، إلا أنها تساعد في سد احتياجات العائلات المستورة".

وقال عطياني لصحيفة "فلسطين": "هذه المشاريع لها دور إيجابي في محاربة الفقر وسياسة الحصار والتجويع التي يفرضها الاحتلال على الفلسطينيين، فالاحتلال صادر الحياة من الفلسطينيين، وبالمقابل تكافح العائلة الفلسطينية هذه المصادرة بوسائل بسيطة إلا أنها تشكل لهم رافعة في الحياة".

اخبار ذات صلة