قائمة الموقع

​تحليل: خطاب هنية شمولي وحمل رسائل لأطراف عربية وإقليمية

2018-04-11T05:34:38+03:00
رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في مخيمات العودة (أ ف ب)

رأى محللون ومختصون في الشأن السياسي، أن خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، شمولي وتضمن رسائل للاحتلال الإسرائيلي ولأطراف عربية ودولية وإقليمية.

وذكر المحللون في أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين"، أن هنية قدم رؤية حماس السياسية في المرحلة المقبلة، وأكد استمرارية مسيرة العودة الكبرى السلمية.

وكان هنية أكد في خطاب له، مساء أول من أمس، أن مسيرة العودة حققت أهدافاً إستراتيجية وستستمر، مشدداً على أن "كل من يحاول الالتفاف على مطالب الشعب وأي قيادة تتماشى مع من يحاول الالتفاف على مطالب المسيرة ستلفظه الجماهير".

الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن، قال إن الخطاب كان شمولياً بالدرجة الأولى وعالج مجموعة من القضايا، وأكد استمرارية الحراك الوطني وتحقيق أهدافه الإستراتيجية.

ورأى محيسن، أن هنية جدد تمسك حركته بمواقفها تجاه ما تسمى صفقة القرن، وفصل غزة عن الضفة، والثوابت الوطنية الفلسطينية.

وبحسب قوله، فإن هنية وجه رسالة للاحتلال، مفادها أن العنجهية والصلف اللذين يتصف بهما جيشه لن يثنيا الشعب الفلسطيني وقطاع غزة عن مواصلة تمسكه بهويته الوطنية التي يسعى لطمسها، لافتاً إلى أن حق العودة أحد مرتكزاتها إلى جانب قضية القدس.

ووجه هنية رسالة أخرى إلى كل الأطراف الإقليمية التي تحاول أن تتساوق مع المشروع الجديد، الذي يهدف لطمس معالم القضية الفلسطينية بشكل عام، وفق محيسن.

أما الرسالة الثالثة، والكلام لمحيسن، فكانت للفرقاء على الساحة الفلسطينية، مفادها أن المراهنة على انكسار غزة أمام التحديات الماثلة سواء الحصار أو العقوبات المفروضة عليها لن تجدي نفعاً.

وأشار إلى أن الطريق الوحيدة، هي أن يتم الاستقواء بغزة التي تمتلك الإرادة والمنعة، وحضور النفس الطويل في المواجهة، لتعزيز الموقف السياسي الفلسطيني لمواجهة التحديات الدولية والإقليمية.

وفيما يتعلق بالمصالحة، نوه محيسن إلى أن الخطاب تطرق لهذا الملف، وشدد خلاله على أن غزة لن تنصاع للعقوبات والحصار، ولديها من الخيارات الكثير لكي توجد وسائل تستطيع من خلالها توجيها عكسيا للعقوبات.

واعتبر أن المراهنة على انكسار غزة "مراهنة فاشلة"، فهي متماسكة وملتفة خلف المقاومة وسلاحها التي تشكل شوكة في خاصرة كل أعداء القضية الفلسطينية.

رد على عباس

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، أن خطاب هنية حمل رداً ضمنياً على كلمة رئيس السلطة محمود عباس خلال اجتماع اللجنة المركزية، الذي تحدث فيها عن رسالته لوزير المخابرات المصرية لإيصالها لحماس.

وكان عباس قال في كلمته: "تحدثنا مع الإخوة المصريين حول المصالحة، وقلنا لهم بكل وضوح، إما أن نستلم كل شيء، بمعنى أن تتمكن حكومتنا من استلام كل الملفات المتعلقة بإدارة قطاع غزة من الألف إلى الياء، الوزارات والدوائر والأمن والسلاح، وغيرها، وعند ذلك نتحمل المسؤولية كاملة، وإلا فلكل حادث حديث، وإذا رفضوا لن نكون مسؤولين عما يجري هناك".

وأوضح الدجني لصحيفة "فلسطين"، أن الخطاب جاء أيضاً بعد مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي للتسوية جيسون غرينبلات، عن تقديم مقترح لحماس بنبذ العنف مقابل تحسين حياة سكان قطاع غزة، مشيراً إلى أنه حمل إجابات ومؤشرات لمسار المرحلة المقبلة.

وتضمن الخطاب، وفقاً للدجني، تأكيداً على استمرار زخم مسيرة العودة وعدم التنازل عنه، ورفضه لخطوات عباس ضد قطاع غزة.

وبيّن الدجني أن فكرة المصالحة لدى حماس خيار إستراتيجي، لكن خطاب أبي مازن حرف عن تحقيقها، معتبراً أن "ملف المصالحة في هذه المرحلة تم انتهاء العمل به بشكل أو بآخر".

ونبه إلى أن الحديث عن شخصيات من رموز الحرية، ووضع صورها خلفية أثناء الخطاب يُدلل على وجود تحوّل دراماتيكي بخطاب حماس.

فيما رأى المحلل السياسي إبراهيم المدهون عبر صفحته على "الفيسبوك"، أن دلالات خلفية المنصة برسمات وصور مارتن لوثر كينج وغاندي ومنديلا، قيادات الحرية العالمية، دليل تطور فكري نوعي لحركة حماس وانفتاح واسع وذكي على الإرث الثوري، وتوسع بأدبياتها لتشمل الإنسانية جمعاء وهذا سيعزز نجاح وحضور ‎مسيرة العودة الكبرى.

اخبار ذات صلة