ضمن فعاليات مسيرات العودة التي انطلقت في ذكرى يوم الأرض، يحاول المشاركون الإبداع في شتى المجالات، ومن ذلك أنهم نصبوا خيامًا أطلقوا عليها أسماء البلدات التي هجروا منها، ونظّموا الكثير من الفعاليات الترفيهية والعلمية والثقافية، وبعض أساتذة الجامعات اتخذوا من "مخيمات العودة" وجهة لعقد المحاضرات، وآخرون أطلقوا العنان لمواهبهم كالرسم والشعر والغناء، ولم يغِبْ عن هذا المشهد المخاتير والوجهاء الذين شاركوا في حشد الناس للمشاركة، وحدّثوهم عن الأراضي المحتلة، وعن حق العودة لها، وكذلك اتخذوا من مخيمات العودة مكانًا لعقد جلسات الصلح العشائري.. في التقرير الآتي نتعرف إلى دور المخاتير في مسيرة العودة

الحث على المشاركة

المختار علاء الدين العكلوك، عضو التجمع العشائري لدعم مسيرات العودة، قال: "كان لنا دور بارز في جميع محافظات القطاع، من رفح وحتى بيت حانون، وذلك بالاجتماع مع العائلات ودعوتهم للمشاركة في مسيرات العودة وتوضيح قيمة المشاركة فيها".

وأضاف لـ"فلسطين": "بالفعل تجسد الأمر على أرض الواقع عبر العديد من العائلات التي تتوجه بأطفالها وشيوخها ونسائها ورجالها إلى السياج الزائل، للمشاركة في فعاليات مخيمات العودة، وقد رأينا الكثير من العائلات الكبيرة في المكان، وهذا دليل على عمق التضحية من الناس ومعرفتهم بقيمة هذه المخيمات وإيمانهم بقدرتها على تغيير الواقع".

وتابع قوله: "سلمية هذه المظاهرات جعلتها تؤثر في الرأي العام بشكل كبير، إضافة إلى دورنا كمخاتير في تنظيم فعاليات الدبكة الشعبية والدحية وإحياء التراث بصنع الأكلات الشعبية المختلفة، وغيرها من الأمور التي تمثل تاريخنا كفلسطينيين، فأصبحت العائلات تأتي لهذا المكان كنوع من الترفيه".

وأوضح العكلوك أن لجنة العشائر تحاول في الوقت الحالي عقد دورات في العرف العشائري في مخيمات العودة على الحدود تشجيعًا لرجال الإصلاح.

وبين: "في الأسبوع الحالي سيعمل الكثير من رجال الإصلاح على حل المشاكل العشائرية على الحدود، نحن نحاول على قدر المستطاع حل هذه المشاكل في الدواوين التي تم افتتاحها في مخيمات العودة".

وقال: "في مدينة خان يونس، جمعنا صبابات القهوة وكانون النار وأقمنا ديوانًا خاصًا للعائلات المتشاجرة على الحدود".

وأضاف: "لا بد أن يكون هناك حراك على جميع المستويات بمشاركة الجميع في هذه الفعاليات، وهذا ما نراه بالفعل، فعدد من الشباب احتفلوا بأعراسهم في هذه المخيمات لتوثيق المناسبات السعيدة على الحدود".

وتابع: "رغم الاختلافات الفصائلية التي نعيشها في الوقت الحالي إلا أن اللجان التي تم تشكيلها من كافة ألوان الطيف، فمخيمات العودة وحدت الكل الفلسطيني، وكوّنت صورة إيجابية للمجتمع الفلسطيني وقالت للانقسام وداعًا".

توزيع المهام

من جانبه، قال أمين سر اللجنة الشعبية لمسيرات العودة عصام زينو: "تم توزيع مهامنا كلجان إصلاح ووجهاء على مستوى المحافظات الخمس في القطاع، لإيصال رسالة للعالم الصامت بأننا شعب مسالم كل ما نريده هو العودة إلى أراضينا وفقًا للقرار 194".

وأضاف لـ"فلسطين": "تَمثل دورنا في المحافظة على الوعي على طول الشريط الحدودي، إذ حرصنا على توعية الناس بحق العودة وتقرير المصير، إضافة إلى دورنا في القطاع للمشاركة في مسيرات العودة".

وتابع: "نحاول من خلال هذه المخيمات إعادة الروح للشعب الذي عانى على مدار 11 عامًا من الحصار، كان دورنا سلميًا للمحافظة على النسيج الاجتماعي الذي يحاول الاحتلال تفكيكه من خلال فرضه الحصار على أبناء شعبنا".

ومضى بالقول: "للوجهاء والمخاتير دور كبير في تعريف الناس بحق العودة والحديث عن بلداتهم الأصلية وما تشتهر به، وأحيينا العادات والتقاليد التي كانت معروفة في هذه البلدات، وأقمنا الكثير من الفعاليات الترفيهية والثقافية، والآن نعمل على حل مشاكل الناس في هذه الخيام وبافتتاح دواوين خاصة يستطيع صاحب المشكلة التوجه لها، ونحن بدورنا نحاول قدر الإمكان إيجاد حل لها من لجان الإصلاح".

وأوضح زينو: "إضافة إلى ذلك، كان للجان الشعبية والمخاتير وقفة على الحدود للحديث عن البلدان التي هُجروا منها".

عمل يومي

وقال عضو اللجنة العليا للعشائر تحسين الوادية لـ"فلسطين": "لجان الإصلاح دعمت مسيرة العودة، وكان لها تأثير من خلال حشد الناس للمشاركة فيها".

وأضاف: "وللجان الإصلاح عمل يومي على الحدود في المحافظات الخمس، والمخاتير موجودون باستمرار في مخيمات العودة"، متابعا: "نظمنا عدة فعاليات، ونعزم على تنظيم المزيد خلال الأيام القادمة".

وتابع الوادية: "لدينا توجه الآن لنقل بعض قضايا حل النزاعات بين المواطنين ليكون لنا دور شعبي، وتتمثل المرحلة الأولى في حشد الجماهير وفتح الدواوين والمناقشة في المشكلات وخلال هذا الأسبوع سنعمل على نقل الكثير من القضايا ونناقش قضايا الناس في دواوين خاصة أنشأناها على الحدود".