فلسطين أون لاين

​وأدوّن النصائح لنفسي

...
صورة تعبيرية عن النصائح
بقلم / ربا إسماعيل

خسرت شيئًا عظيمًا بتسرعي سابقًا وكنت أعتقد أن القلوب المحبة بإمكانها أن تجدد مشاعرها مع كل صباح لتبقى كما هي.. بلا نقصان شيء! ولكن التجربة كانت أقوى في بسط الأمور وإيضاحها.. ذات يوم حصل معي ورفيقتي موقف بسيط تأذينا سويًا منه ولكنها أظهرت كتمانًا كما أنا.. ووقت أن عدنا وتحدثنا على شبكات التواصل الاجتماعي لحظت اختلاف الشعور عند كتابة -أي كلمة- حتى وإن كانت نفسها التي كنا نتحدث كـ"عمري، قلبي، حياتي", لكنها بلا روح! فدونت يومها النصيحة الأولى لنفسي بـ2016: "القلوب كالمرايا تكسر.. فحاذرِ خلال التعامل معها", ولنعود للوراء قليلا في صغري.. حيث لم أكن أرضى أن تحبني إحداهن أكثر فأمارس معها خداعًا بالحب لأبقيها قربي.. كنت بجرأة لا أتخيلها الآن أبدًا! أجلس معها واطلب بعدها وأوضح لها أني عاجزة عن المنح كالتفضيل عن غيرها أو الحب الكبير أو العطاء اللامحدود.

كنت مقتنعة أن الحب شعور لا يصنع مع الحياة أبدًا بل يمنح تلقائيًا وبطريقة عفوية نتيجة لارتعاش القلب وتسارع نبضاته مع اللقاء! ولكن خلال عام 2016 جعلتني المواقف أدون وأكتب: "هناك حب آخر تصنعه لك الحياة والأيام ذروته الاهتمام والاحترام", أما هناك في جانب آخر شهدت علاقات كثيرة لأفراد يعملون بمؤسسات مختلفة.. كل واحد منهم يشكو ويضجر وينعت الآخرين بالسوء والشر ويسعى لرفعة نفسه فقط بطرق ملتوية لا تظهر جلية لغيره.. تارة تحمل تقربًا من المدير وأخرى "تطبيلًا" فدونت بالخط العريض لقلبي "قادرة أنت على جعلهم يعلون صوت الطبول فرحًا بعملك وسعيك وإنجازك لا كسبهم زورًا بالقرب الظاهري والتطبيل.. فانتبهي.. عملك أمانة فاحفظيها".

وما فجعت به أواخر 2016 من حديث إحداهن عن امرأة متزوجة أحبت رجلا متزوجا على شبكات التواصل فطلبت الطلاق من زوجها وتزوجت من حبيبها وضيعت أسرة وأبناء كانوا يحلمون بالأمن والحب والطهر والخير! فدونت يومها: "الخيانة شعور داخلي ليس شرطًا أن يكون تبعًا لخيانة الطرف الآخر فأحيانًا يكون طبيعة لم تقوّم ولم تسلك طريق الحق كما شرع الله لعباده".

ورسمت وردة بيضاء بجوار الكلمات علها تمتص بشاعة الفعل وسوءته؛ أما ما دونته بالحبر الأحمر تبعًا لعدد من المواقف والأحداث التي قربتني من صديقات كنت أحسبهن بعيدات وأبعدتني عن أخريات قريبات وكشفت كبر الكلمة وعظمتها "بحبك" ولكمتني على خدي لكمة لتحري قولها للجميع وإدراك صدق الحب وجماله.

"الحب الصادق باق ويتجذر.. ولو حاولوا اقتلاعه سينمو بشكل أعظم", والمواقف والتدوينات أكبر مني ومنكم ولكن هذا ما أستذكره من ديسمبر لعام 2016 فسلامًا يا عام الحب والعلم والمعرفة.. وأهلًا بالخبرة الجديدة مع 1-1-2017.

هناك من يهديك الحب والوفاء.. ‏دون أن تهديه أي شيء.

‏وهناك من يهديك الألم.. بعد أن تهديه كل شيء، فهذه حقيقة مؤلمة ولكن الذي يخفف من الألم احتساب الأجر من الله تعالى عندما يهدينا البعض الألم.