وسط مئات آلاف المتظاهرين الفلسطينيين الذين يتوافدون لمخيمات العودة شرقي قطاع غزة، يرفرف علم الجزائر بأيدي الشبان والشابات بجوار العلم الفلسطيني، في رسالة رمزية تلخص مدى التضحية والوفاء بين هذين الشعبين رغم بعد المسافات الجغرافية بينهما.
لكن القواسم المشتركة بين بلد "المليون ونصف المليون شهيد" الذي عاش مرارة الاحتلال الفرنسي، وفلسطين التي ما زالت تعاني من آخر احتلال في العالم، ثمة قوائم مشتركة، تطالب بدحر المحتل وتحرير الأرض.
ولم يكن علم فلسطين وحده فوق إحدى الخيام في مخيم العودة شرق غزة والقريب من السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 48م، بل كان الشاب محمد ماضي يضع وسامين لعلمي فلسطين والجزائر على صدره.
والشاب ماضي الذي كان يجلس تحت ظل هذه الخيمة في جلسة تراثية فلسطينية، يقول: "إننا كفلسطينيين نعتز بدولة الجزائر دولة المليون ونصف المليون شهيد، فهي قبلة الثوار والأحرار".
وأبدى ماضي فخره واعتزازه بالشعب الجزائري، مضيفا: "نرفع علم الجزائر في كل مناسباتنا الوطنية وفي مسيراتنا واحتجاجاتنا السلمية ضد الاحتلال، ولا سيما أن الجزائر هي من أعظم الدول في الثورة والتحرر".
وتابع: "الاحتلال الإسرائيلي يسير على ذات النهج الذي سار عليه الاحتلال الفرنسي ضد الشعوب العربية الحرة.. كل الاحترام والتقدير لنضالات الشعب الجزائري، كل الاحترام لهذا الشعب العظيم".
ويتواجد ماضي هو وعائلات قرية بيت "جرجة" منذ 30 آذار/ مارس الماضي، التي تضم نحو 28 عائلة، بشكل دائم للحفاظ على استمرارية وديمومة مسيرة العودة، ولتأكيد سلمية النضال الشعبي الفلسطيني رغم جرائم الاحتلال والقمع الوحشي للمتظاهرين السلميين.
ولا يغادر القائمون على هذه الخيمة إلا في أوقات معينة، يوزعون جدول التواجد والمبيت هنا، ويسترجعون في جلساتهم ذكريات الأجداد والآباء، فيما يتحدث الشباب منهم عن طموحاتهم وآمالهم بالتحرر مستدلين بتجارب الشعوب التي تحررت من الاستعمار والاحتلال، والشعب الجزائري مثالًا.
ويتم ماضي: "رسالتنا للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان بالإسراع لحماية أبناء شعبنا العزل وصولًا إلى إتمام فعالية مسيرة العودة الكبرى التي ستكون في 15 أيار/ مايو القادم، الذي يتزامن مع ذكرى يوم النكبة".