قائمة الموقع

​الجنود المفقودون بغزة .. أوراق القوة بيد "القسام"

2017-01-01T06:36:26+02:00
صورة أرشيفية لجانب من فيديو القسام في ذكرى ميلاد شاؤول آرون

أكثر من عامين مرا على ملف الجنود الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة خلال معركة العصف المأكول التي حدثت عام 2014م، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد أن يترك الزمن كعامل مساهم في حل القضية، إلا أن تحركات أهالي المفقودين بدأت تدفع الحكومة لتحريك الملف.

ويرى مختصون ومراقبون تحدثوا مع صحيفة "فلسطين" أن هناك أزمة حقيقية لدى القيادة السياسية الإسرائيلية وخاصة نتنياهو الذي كذب كثيرا على أهالي جنود الاحتلال الإسرائيلي المفقودين بغزة، وهو غير قادر على الحصول على أي معلومة عنهم.

وأكدوا أن دلالة اجتماع "الكابينت" الإسرائيلي اليوم، له معنى أنه قد مضى وقت كاف ومريح أمام حكومة الاحتلال لتبدأ اتخاذ تدابير بهذا الملف، خاصة وأن الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية هي الثانية بعد أسر الجنود المفقودين بغزة، وإن بقيت نفس وجوه الحكومة السابقة.

ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" اليوم الأحد لمناقشة استعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى في قطاع غزة، للمرة الأولى منذ عامين، على خلفية أزمة الثقة بين نتنياهو وعائلات الجنود الأسرى.

وبعثت زهافا شاؤول، والدة الجندي الإسرائيلي الأسير في يد المقاومة الفلسطينية بغزة، آرون شاؤول، رسالة إلى نتنياهو مؤخرا في يوم ميلاد ابنها الثالث والعشرين، قائلة: "إن ابني لا يزال حيا، ولدي الإثباتات على ذلك وأدلة قاطعة".

في المقابل، قال موقع المجد الأمني المقرب من كتائب القسام: إن "أرون" احتفل بعيد ميلاده الثالث والعشرين دون أن يشاركه أحد من أهله أو أقاربه أو أصدقائه في ذلك.

تضليل معلومات

ويقول الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات: "إن نتنياهو يحاول قدر الإمكان تضليل عائلات المفقودين بأن هناك تحركا وفي الحقيقة لا يوجد ذلك، لأن التحرك يحتاج إلى قدرات ومعلومات وهي غير متوفرة لديه".

وأضاف عريقات لصحيفة "فلسطين": إن نتنياهو يريد أن يخدع ولا يستطيع أن ينفذ، وهذا الأمر جعله في مأزق وغير قادر على اتخاذ أي إجراء، مؤكدا أن نتنياهو ما زال يأمل أن يكون هناك استغلال للفرص سواء في علاقاته مع الأتراك أو علاقاته الدولية، للتأثير على المقاومة دون أن تكون هناك تنازلات.

إلا أنه بين أن هناك تمييزا بين اليهود الأشكيناز (من أوروبا الشرقية، أسبانيا والبرتغال) والآخرين، وهذا أكدته بعض الجاليات التي تعتبر نفسها يهودية ولكن القيادة لا تعتبرها يهودية خاصة الأفريقية، وهي موجودة في الساحة العسكرية لجيش الاحتلال.

والمقاومة، وفق عريقات، لديها أوراق قوة، لا يستطيع نتنياهو أن يجبرها على التنازل، موضحا، أن المعادلة صعبة ونتنياهو يدرك إن لم يقدم تنازلا في هذا الموضوع لن يكون هناك أي تقدم في الملف.

وذهب للإشارة إلى أن المقاومة استفادت من دروس وعبر الماضي، مؤكدا أن موقف المقاومة أقوى من الموقف الإسرائيلي.

من جانبه، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد أنه بات واضحا أن ضغط أهالي المفقودين يؤتي ثماره في الآونة الأخيرة، لذلك بدأت حكومة الاحتلال بالتحرك، لافتا إلى أن أي حكومة إسرائيلية من الطبيعي أن تدرس إهمال الملف لفترة من الزمن ثم تعاود المجيء عليه مرة أخرى.

وتوقع أبو عواد في حديثه لصحيفة " فلسطين " أن يتم تكليف لجنة خاصة برئاسة أحد المستشارين الأمنيين بمتابعة الموضوع، والبدء بتحري الحقائق، والاتصال مع الجهات المختصة.

صفقة تبادل

من جهته، يؤكد خبير الأمن القومي د.إبراهيم حبيب أن القيادة الإسرائيلية وصلت لقناعة أن عملية تحرير جنودها في غزة لا بد أن تمر عبر صفقة، تتطلب أثمانا سياسية لا بد من دفعها، خصوصا وأن لديها تجربة سابقة في أسر الجندي الإسرائيلي المفرج عنه عام 2011م جلعاد شاليط خلال صفقة وفاء الأحرار بعد أسر لمدة خمسة أعوام على يد كتائب القسام.

وقال حبيب لصحيفة "فلسطين": "إن التحرك الحكومي الإسرائيلي يتماشى مع حالة الضغط الشعبي التي بدأت تزداد خصوصا لدى عائلات الجنديين هدار جولدن وشاؤول أرون، بعد فقد آثار الأول خلال معركة العصف المأكول عام 2014م وإعلان كتائب القسام عن أسر الثاني.

وتدرك (إسرائيل)، كما تابع، أن الحرب لن تعيد أسراها لدى المقاومة، وأن الأمر يحتاج إلى عمل سياسي، وهي باتت جاهزة لدفع ثمنه ولكن بشكل أقل مما تطمع به المقاومة.

وأشار إلى أن (إسرائيل) اعتقلت أكثر من 70% من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم في صفقة وفاء الأحرار الأولى، مؤكدا أنها تحاول من خلاله الضغط لتحقيق مكاسب سياسية في الصفقة المقبلة، "لكنه لن يجدي نفعا"، كما قال.

وأوضح أن الأمور وصلت بين الطرفين لمرحلة عض الأصابع، ولكن الطرف الأقوى من ثبت حتى النهاية، مبينا أن المقاومة في غزة صاحبة كلمة الفصل، ورأى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لن يخوض حربا جديدة لتحرير جنوده.

اخبار ذات صلة