قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس محمود الزهار: إن مسيرة العودة وكسر الحصار أثبتت أن الوحدة الجماهيرية الشعبية أصيلة، واصفاً هذه المسيرة بـ"اللحظة الفارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني".
وأضاف الزهار في تصريح خاص لصحيفة "فلسطين" على هامش زيارته لمنطقة التخييم قبالة موقع "ملكة" شرق مدينة غزة: "إن الشعب الفلسطيني هو المعلم اليوم، فالشعب أقوى من أي فصيل، وأصالة هذا الشعب أقوى من حدود عام 1967 وأقوى من حدود عام 1948"، مؤكدا أن الشعب معلم لمن جرب مسيرة "التسوية" وفشل، ومعلم لمن جرب مسيرة المقاومة ونجح.
وتابع الزهار: "إن الشعب جاء ليشارك في مسيرات العودة بدمه وصبره ليقول لكل من يعنيه الأمر إنه لا مساس بالأرض ولا بالعقيدة، وأن الذي يتعاون مع الاحتلال مس بالعقيدة، ومن رضي بحدود عام 67م مس بثابت الأرض، ومن تنازل عن شبر واحد تخلى عن الثوابت الفلسطينية".
وأردف: "نعلن ولاءنا وانتماءنا لشعبنا وأرضنا من جديد، ولقدسنا ومقدساتنا ولن نحيد ولن نضل طريقنا، وهذه الخطوات سترونها يوم أن ندخل بأقدامنا الأراضي المحتلة ونصلي فيها، وستذكرون كيف بشرناكم بالصلاة بالقدس، ونحن نضع الأغلال بأعناق ليبرمان ونتنياهو".
وفي السياق، قال الزهار في رده على أسئلة الصحفيين المتواجدين: "من القيادات الفلسطينية والعربية والإسرائيلية من يظن أن الشعب نسي أرضه، لكن الشعب يؤكد اليوم أنه لم ينس شبرا واحدا من فلسطين ولم يتنازل عن مقدس واحد منها، وأننا لن نكل عن المقاومة حتى نحقق هذه الغاية".
وأضاف: "الشارع يؤكد على أصالته ويرسل رسالة خوف ورعب واضحة لكل مستوطن إما أن تهرب أو أن تدفن بالمستوطنات في طريقنا لتحرير الأرض وعليك أن تختار".
وحول تهديدات وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان بارتكاب مجازر ضد المتظاهرين السلميين، اعتبر الزهار تلك التهديدات دليل ضعف لأن مسيرات العودة أضعفت الاحتلال الإسرائيلي، لذلك يريد أن يرسل رسائل طمأنة للمستوطنين.
وتابع الزهار: "يريد ليبرمان أن يرسل رسالة تخويف وهو يعلم أننا لا نخاف"، مردفا: "نحن هنا في رسالة لا تقدر بثمن وهي واضحة للاحتلال أنه لا وطن لكم، ورسالة لأبناء الضفة والقدس والشتات والداخل المحتل أن عهدنا معكم أن نعيدكم إلى فلسطين كل فلسطين لنقيم دولة حضارية من جديد".
ولدى سؤاله بشأن تهديدات الاحتلال بضرب عمق غزة اذا استمرت التظاهرات، قال الزهار: "الرسالة واضحة العين بالعين، فإذا ضرب العمق سنضرب عمق المستوطنات".
وأكمل الزهار: "وضعنا ضمير العالم أمام مسؤولياته، خرجنا من دون سلاح وعندنا سلاح، وخرجنا من دون صواريخ وعندنا صواريخ، لنقول أن هذه أرضنا ولن نتنازل عنها"، لافتا إلى أن الاحتلال قابل هذه المظاهرات السلمية بأخلاقه "أخلاق القتلة اللصوص المغتصبين".
واستدرك: "لكن هذه ليست وقفة أبدية وهي رسالة واضحة لمن يراهن على أن الشارع الفلسطيني سوف يتخاذل، فليأتِ ليتعلم درسا واضحا في هذه الوقفة"، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني "فضح ما يسمى بالأخلاق الصهيونية، فهم ليس عندهم أخلاق لأنه لو كان لديهم أخلاق لما سرقوا هذه الأرض".