يحاول الفتية والشبان الفلسطينيون في قطاع غزة ابتكار أدوات ووسائل تعينهم على مواجهة قوات جيش الاحتلال في اعتصامهم السلمي على طول السياج الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة عام 48.
وظهرت الحاجة إلى تلك الأدوات بعد الجريمة التي ارتكبها الجيش الجمعة الماضية، بقتل 16 عن سبق إصرار وإصابة أكثر من 1500 فلسطيني -وفقاً لإحصائية نشرتها وزارة الصحة بغزة-بينما كانوا يعتصمون سلمياً للمطالبة بحقهم في العودة إلى قراهم التي هجروا منها قبل 70 عاما، وفقاً للقرار الأممي 194.
ومنذ أيام يجول الفتية والشبان شوارع وأحياء القطاع بحثًا عن إطارات السيارات "الكوشوك" و"المرايا العاكسة"، وأضواء الليزر بغرض الاستعداد لإرباك قناصة جيش الاحتلال المتمركزين خلف تلال رملية لا تبرز منها إلا رؤوسهم وفوهات بنادقهم.
وأطلق نشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، على الجمعة القادمة لمسيرة العودة وكسر الحصار اسم #جمعة_الكوشوك، وذلك في إطار سعيهم لإشعال عدد كبير من الإطارات لحجب الرؤية عن جنود الاحتلال لحماية المتظاهرين.
ويقول عضو الهيئة الوطنية للمسيرة أحمد أبو حليمة: إن ابتكار وسائل تربك جيش الاحتلال الإسرائيلي وقناصته على الحدود الشرقية للقطاع من خلال جلسات عصف ذهني، مؤكداً أن من حق شعبنا استخدام كافة الوسائل والأساليب التي تمكنه من إيصال رسالته للعالم.
وقال لصحيفة فلسطين: الشبان يتعرضون للقتل المباشر وهذه جريمة تمارسها سلطات الاحتلال على مرأى ومسمع العالم، وتهدد بزيادة وتيرة العنف، وبالتالي فمن حق الشبان حماية أنفسهم بهذه الوسائل البدائية.
وأضاف "أتينا للاعتصام سلميا نرفع علم فلسطين، نطالب بالعودة إلى قرانا التي هجرنا منها، لكن ماذا فعل الاحتلال؟ قتل شبابنا وأصاب أطفالنا".
وأكد أن أبناء الشعب الفلسطيني يبحثون بشكل مستمر عن أدوات تطور أسلوبهم في المقاومة الشعبية، ووسائل تعيق الرؤية أمام قناصة الاحتلال المنتشرين على الحدود، لافتاً أن كثيراً من الوسائل المطروحة هي كتلك التي استخدمت في الانتفاضة الشعبية الأولى 1987(انتفاضة الحجارة).
في حين يقول الفتى يوسف عمر من حي الشجاعية شرق مدينة غزة: إنه طاف وأصدقاؤه على العديد من ورش صيانة إطارات السيارات وجمعوا منها أكثر من 20 إطاراً حملوهم على عربة كارو إلى ميدان ملكة جنوب شرق المدينة.
وأضاف عمر (17 عاما) لصحيفة "فلسطين"، أن الدخان الأسود المنبعث من الإطارات يشتت انتباه القناصة ويجعلهم في حالة إرباك خاصة إذا ما استخدمت معها المرايا لعكس أشعة الشمس على أماكن تمركز الجنود.
وأشار إلى أنهم حصلوا على العديد من الأوعية والدلاء من أجل السيطرة على قنابل الغاز التي تطلقها الطائرات المسيرة وجنود الاحتلال على المتظاهرين.
ولاقى وسم #جمعة_الكوشوك تفاعلاً كبيراً من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تداولاً صوراً لإطارات مشتعلة ارفقوها بتعليقات ساخرة.
وكتب أحمد رزق على موقع "تويتر": "الغزازوة راح يخرقوا طبقة الأوزون يوم الجمعة، ويقولوا للعالم، يا بنعيش عيشة فل يا بنموت احنا والكل".
فيما كتب عبد الرحمن أبو نادي ساخراً من الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي "بتوقع خطاب افيخاي القادم راح يكون علمي ويحكي عن مخاطر الدخان على الغلاف الجوي ووجوب الحد من التلوث"، وذلك بعد أن استحضر أدرعي في تسجيل سابق أدلة دينية يزعم فيها حرمة المظاهرات!!
وكتب ثالث يدعى عماد عقل "جندي صهيوني بيسأل فلسطيني: شو يعني كوشوك، رد عليه
الفلسطيني: الجمعة الجاي بتعرف".
من جانبه شدد عضو الهيئة الوطنية لمسيرة العودة محمد الضبة، على ضرورة أن يأخذ الشبان الحيطة والحذر وإخفاء وجههم عن قناصة الاحتلال، مرجعاً ذلك لاستخدام جيش الاحتلال تقنية جديدة لتصوير المتظاهرين والتعرف على شخصياتهم.
وانطلقت مسيرة العودة بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض ال42 من قطاع غزة للتخييم على السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 48.